مروان سري وسلمى مشهور… حين يكون المبدأ أغلى من المكاسب

كتب أحمد سالم
في وقتٍ طغت فيه المصالح المادية على القيم، برز اسمان مختلفان في المشهد الرياضي والإعلامي “مروان سري وسلمى مشهور”، لم يأتِ نجاحهما من فراغ، بل كان نتيجة شهور من الجهد والتنقّل بين أندية إنجلترا، يحملان حلمًا مشتركًا: دخول عالم كرة القدم من أوسع أبوابه، بخطوات مهنية راسخة على أرض الواقع، لا من خلال مجرد محتوى إلكتروني.
منصة الانطلاق: نادي داجنهام
استطاع الثنائي الوصول إلى نادي داجنهام الإنجليزي، ورغم أنه ليس من أندية القمة، إلا أنه يتمتع بتاريخ وجماهيرية لا يُستهان بها. دخل مروان كمستثمر رسمي، بينما تولّت سلمى منصب مدير التطوير داخل النادي. وبالفعل، أحدثا نقلة حقيقية؛ حيث تحوّل النادي رقميًا، وارتفع عدد متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي من 13 ألفًا إلى أكثر من 300 ألف متابع، وهو إنجاز لافت لم يسبق للنادي تحقيقه.
الجدل… بداية الأزمة
لكن سرعان ما تحوّلت الأضواء من الاحتفاء إلى الهجوم، فقد رصد بعض جماهير النادي صورًا لسلمى وهي ترفع علمًا يعكس تضامنها مع قضية إنسانية، فبدلًا من دعم موقفها، شنّوا هجومًا إلكترونيًا وطالبوا بإقالتها من منصبها عبر تصويت جماهيري.
الإقالة الصادمة
لم تصمد الإدارة أمام ضغط الجمهور، وأعلنت رسميًا إقالة سلمى مشهور، في قرارٍ أثار موجة استياء واسعة، خصوصًا أن بصمتها على النادي كانت واضحة ومؤثرة، لا سيما في الجانب الإعلامي والتطويري.
رد الفعل النبيل
لكن اللحظة الأبرز جاءت بعد الإقالة، حين أعلن مروان سري انسحابه الكامل من ملكية النادي، مؤكدًا في تصريح مقتضب:
“المبدأ أغلى من أي شيء.”
تصريحه هذا لم يكن مجرد رد فعل، بل كان موقفًا مبدئيًا يعكس عمق القناعة والاحترام للمبدأ الإنساني الذي دافعت عنه سلمى.
موقف سيُحفر في الذاكرة
في عالمٍ يزدحم بأصحاب المصالح والمكاسب السريعة، يظل من يتمسكون بمبادئهم رغم الخسارة، هم من يصنعون القدوة. مروان سري أثبت أنه صاحب موقف، وسلمى مشهور أكدت أن الضمير الحي لا يمكن إسقاطه بقرار إداري.
لن يتذكر الناس اسميهما فقط من أجل نادٍ إنجليزي، بل من أجل وقفة إنسانية شجاعة ستبقى علامة فارقة في زمن قلّت فيه المواقف الصادقة.