إسرائيل تعيد رسم خريطة غزة: 70% من القطاع إما منطقة عسكرية أو قيد الإخلاء
متابعة/مريم مصطفى
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الخميس، تقريرًا مثيرًا للجدل كشفت فيه عن تغييرات جذرية في خريطة قطاع غزة، تقوم بها إسرائيل منذ استئناف عملياتها العسكرية في 18 مارس الماضي، عقب انتهاء هدنة استمرت شهرين، ووفقًا للتقرير، بات نحو 70% من مساحة القطاع إما منطقة عسكرية مغلقة تُعرف بـ”المنطقة الحمراء”، أو مناطق تخضع لأوامر إخلاء.إسرائيل تعيد رسم خريطة غزة: 70% من القطاع إما منطقة عسكرية أو قيد الإخلاء
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوات أجبرت مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح القسري نحو مناطق محدودة داخل القطاع، وسط ظروف إنسانية شديدة القسوة،وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 420 ألف شخص نزحوا مؤخرًا بسبب أوامر الإخلاء التي طالت مناطق سكنية ومواقع حدودية واسعة.
وذكر التقرير أن إسرائيل وسّعت ما تُعرف بـ”المنطقة الأمنية” أو “المنطقة العازلة” على طول حدود غزة مع إسرائيل، بزعم منع تكرار هجمات مماثلة لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر الماض، وأكد مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحيفة أن تلك المناطق ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية ولا يُسمح للفلسطينيين بالاقتراب منها، ما يجعلهم عرضة لإطلاق النار.
أبرز عمليات التوسعة كانت في مدينة رفح جنوب القطاع، والتي شملتها أوامر إخلاء شاملة في أبريل مع دخول القوات الإسرائيلية إليها،وتمتد الآن المنطقة العازلة شمالًا لتشمل مدينة خان يونس وممر “موراج”، بحسب ما أفادت واشنطن بوست.
وحذر مسؤولون أمميون من أن هذه التغييرات قد تُنذر باحتلال إسرائيلي طويل الأمد لغزة، وأكد التقرير أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل لا تعتزم التراجع عن المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا، وهو ما يثير مخاوف من فرض وقائع جديدة على الأرض.
ومن جانبها، نبّهت وكالات إنسانية إلى أن أوامر الإخلاء والتوسع في “المنطقة العازلة” قد تترك عشرات الآلاف من الفلسطينيين معزولين عن أراضيهم ومحرومين من الوصول إلى المياه والمرافق الطبية والمساعدات، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد المستمر منذ أكثر من شهرين.
ووفقًا لمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن المناطق قيد الإخلاء تشمل حاليًا نصف آبار مياه الشرب في غزة، إلى جانب عدد من المنشآت الحيوية، ما يعمّق الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع.إسرائيل تعيد رسم خريطة غزة: 70% من القطاع إما منطقة عسكرية أو قيد الإخلاء
