يحيى السنوار قائد صنع الرعب في قلوب أعدائه… شهيدًا أو حيًا
كتبت / فاطمة محمد
يحيى السنوار ليس مجرد قائد عسكري في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل هو رمز للصمود والتحدي، رجلٌ كان وجوده مصدر قلقٍ دائم لإسرائيل، حيًا أو ميتًا
إن كان قد استشهد اليوم كما تروج الإذاعات الإسرائيلية، فذلك خيرٌ له؛ فقد نال الشهادة التي كان يسعى إليها طوال حياته وإن كان ما زال حيًا، فهو خيرٌ للمقاومة وأهل فلسطين، يبث فيهم روح التحدي ويقودهم في مواجهة الاحتلال.
وُلد السنوار ليكون قائدًا، رجلٌ عُرف بالذكاء الحاد والقدرة على تنظيم الصفوف وتحريك الأحداث
هو المهندس الذي صنع الرعب في قلوب أعدائه، وقد أصبح من الصعب على إسرائيل حتى في وفاته التأكد مما إذا كانت قد تخلصت منه حقًا أم لا.
من هو يحيى السنوار؟
يحيى السنوار، قائد بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولد عام 1962
تعرض للاعتقال عدة مرات من قبل إسرائيل، وكان يُعتبر من بين أكثر القادة تأثيراً في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة
في عام 2011، أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم “صفقة وفاء الأحرار”
منذ ذلك الحين، تولى أدوارًا قيادية بارزة داخل الحركة، وانتُخب رئيسًا للحركة في غزة عام 2017، ثم أعيد انتخابه مرة أخرى في 2021، قبل أن يتولى قيادة المكتب السياسي للحركة عام 2024 بعد اغتيال إسماعيل هنية.
مهندس عملية “طوفان الأقصى”
تتهم إسرائيل السنوار بالوقوف وراء عملية “طوفان الأقصى” التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، والتي كبدت إسرائيل خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، مما جعلها تعلن أنه أحد الأهداف الرئيسية لعمليتها “السيوف الحديدية” التي شنتها في قطاع غزة ردًا على تلك العملية.
النشأة وبداية النزوح
وُلد يحيى السنوار في 19 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة
جاءت عائلته إلى المخيم بعد أن نزحت من مدينة مجدل شمالي القطاع إثر نكبة 1948، حيث استولت إسرائيل على المدينة وأطلقت عليها اسم “أشكلون”
نشأ السنوار في بيئة مليئة بالتحديات والاعتداءات الإسرائيلية، ما أثر في شخصيته ووعيه السياسي.
التعليم والمسيرة الطلابية
تلقى السنوار تعليمه الابتدائي والثانوي في خان يونس قبل أن يلتحق بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الدراسات العربية
لعب دورًا مهمًا في الحراك الطلابي، حيث تقلد مناصب قيادية في مجلس الطلاب، واكتسب خبرة تنظيمية ساعدته لاحقًا في تولي أدوار قيادية في حركة حماس منذ تأسيسها.
مراحل الاعتقال والمقاومة
تعرض يحيى السنوار للاعتقال للمرة الأولى في عام 1982 نتيجة لنشاطه الطلابي، وتعرض للاعتقال الإداري عدة مرات لاحقًا
في عام 1988، اعتقل بتهمة المشاركة في عمليات ضد الجيش الإسرائيلي وصدر بحقه حكم بالسجن لأربع مؤبدات، وهو ما يعادل 426 عامًا
رغم ظروف السجن القاسية، قاد السنوار الهيئة القيادية لأسرى حماس في السجون الإسرائيلية، وساهم في تنظيم إضرابات عن الطعام احتجاجًا على ظروف الاعتقال.
الإفراج وصفقة وفاء الأحرار
في عام 2011، أُفرج عن السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى التي أُطلق عليها “وفاء الأحرار”، والتي تضمنت إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط
بعد الإفراج عنه، أصبح السنوار عضوًا في المكتب السياسي لحماس ومسؤولًا عن الجناح العسكري للحركة، حيث لعب دورًا بارزًا في التنسيق بين الجانبين السياسي والعسكري.
المناصب والقيادة
منذ خروجه من السجن، واصل السنوار تعزيز دوره داخل حركة حماس حيث تولى مسؤولية الجناح العسكري وشارك في إدارة المواجهة مع إسرائيل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في 2014 كما أجرى تحقيقات بعد الحرب وأقال بعض القيادات الميدانية.
قيادة الحركة
في عام 2017، انتخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في غزة، وحاول إصلاح العلاقات مع السلطة الفلسطينية، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل
في عام 2021، أعيد انتخابه رئيسًا لحماس في غزة، وخلال تلك الفترة تعرض منزله للقصف عدة مرات.
أحداث طوفان الأقصى ودوره فيها وما بعدها
بعد هجوم 7 أكتوبر 2023، أعلنت إسرائيل أن السنوار هو العقل المدبر للعملية، واعتبرته هدفًا رئيسيًا لعملياتها العسكرية في قطاع غزة
فرضت الحكومات الغربية، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، عقوبات على السنوار بعد الهجوم.
الإشاعات حول اغتياله
تكررت الأنباء حول محاولات إسرائيل استهداف السنوار خلال العمليات العسكرية
وفي ديسمبر 2023، أعلنت إسرائيل محاصرة منزله، لكنها لم تتمكن من القبض عليه
ويُعتقد أنه يدير العمليات العسكرية من شبكة أنفاق تحت الأرض
في يوليو 2024، أعلنت إسرائيل اغتيال إسماعيل هنية، وتولى السنوار قيادة الحركة بعد ذلك.
الأوضاع الحالية و أخبار اغتياله
بعد اغتيال إسماعيل هنية في يوليو 2024، انتُخب يحيى السنوار بالإجماع كرئيس جديد لحركة حماس، ليصبح بذلك الشخصية الأكثر تأثيرًا في الحركة في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.
أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم استشهاد زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، خلال عملية عسكرية في قطاع غزة
وقد نقلت وسائل الإعلام العبرية تفاصيل عملية الاغتيال، مشيرة إلى أن السنوار استشهد عصر اليوم.
وفقًا لتلك التقارير، جاء استهداف السنوار بشكل غير مخطط له، دون وجود معلومات استخباراتية مسبقة
تمت العملية أثناء تحركات جيش الاحتلال في منطقة تل السلطان بمدينة رفح الفلسطينية
وأكدت إذاعة الاحتلال أن القوات تمكنت من استهداف السنوار، وتحققوا من ذلك من خلال فحص حمضه النووي.
ورغم إعلان جيش الاحتلال، يظل الغموض قائمًا حول تفاصيل العملية وما إذا كان الاغتيال قد تم فعليًا أو لا يزال ضمن دائرة الشائعات، وسط تكتم من الجانب الفلسطيني.