
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في مساء شتوي بارد في حي العجوزة، بدأ الجيران يشتكون من رائحة كريهة تنبعث من شقة شاب يُدعى كريم شوقي، مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 28 عامًا. اعتاد الجيران على هدوئه، لكنه لم يظهر منذ 4 أيام. عندما حضرت الشرطة بعد بلاغ رسمي، تم كسر الباب… وكانت الصدمة.
كريم وُجد مقتولًا في غرفة نومه، وممددًا على الأرض في وضعية غريبة. وجهه كان مشوهًا من الضرب، والدماء جافة حول رأسه. بجانبه، كوب زجاجي نصف ممتلئ، وبقايا طعام بارد على الطاولة. الغريب أن كل شيء في الشقة كان مرتبًا، وكأن القاتل لم يلمس شيئًا آخر.
التحقيقات كشفت أن كريم كان في علاقة متوترة مع زميله في العمل، أدهم، والذي كان يشاركه في مشروع كبير، لكن خلافات مالية نشبت بينهما مؤخرًا. المكالمة الأخيرة على هاتف كريم كانت منه، في نفس ليلة مقتله.
بمراجعة كاميرات مدخل العمارة، ظهر أدهم وهو يدخل المبنى ليلاً، ثم يخرج بعد ساعة، يحمل حقيبة سوداء. عند القبض عليه، حاول الإنكار، لكن آثار دمه كانت على قميص وُجد في حقيبته. اعترافه جاء متأخرًا، وأخبر الشرطة أنه لم يكن ينوي القتل، بل “تخويف كريم” لإجباره على توقيع تنازل مالي. تطورت الأمور، وضربه على رأسه بمزهرية زجاجية.
كانت تلك أول مرة في حياة سكان العمارة يرون شقتهم تُغلق بالشمع الأحمر.