كيف تمنعهم من جرح مشاعرك دون أن تهبط إلى مستواهم
كتبت خديجه محمود
يعتبر التحقير من شأن الأخرون ظاهرة سلبية تؤثر على العلاقات الاجتماعية وتغيير مسارات الأفراد في المجتمع، يتمثل المحقر في التقليل من قيمة الآخرين وتجاهل إنجازاتهم، مما يؤدي إلى فقدان الثقة والاحترام المتبادل، وينتج هذا السلوك عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، المحقر لغيره يشعر بالدونية ويحاول جعل الآخرين يشعرون بالدونية أيضًا، يلجأ لأساليب عديدة للحط من تقدير الآخر لذاته، يستغل نقاط ضعفه في أوقات محسوبة، ويصر على التحقير حتى تستسلم
فاينعكس التحقير على الأفراد المُستهدفين، مما قد يؤثر سلبًا على حياتهم المهنية والشخصية لذلك، من المهم فهم هذه الظاهرة من أجل الحد من آثارها السلبية.
مفهوم التحقير من شأن الأخرون
يعني التحقير من شأن الأخرون تقليل قيمة الأفراد أو انتقاص من إسهاماتهم يتم التعبير عن ذلك من خلال التعليقات السلبية، السلوكيات الجارحة، أو حتى التجاهل الكامل لمجهوداتهم
وهذا يحدث في بيئات متعددة، بما في ذلك الدراسة والعمل، ويمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى
بفهم هذا المفهوم، يمكن أن نبدأ في معالجة جذوره وأسبابه.
تأثير المحقر على العلاقات الاجتماعية
يُحدث المحقر شرخًا في العلاقات الاجتماعية، حيث يؤدي إلى فقدان الثقة والإحساس بالانتماء
الأفراد الذين يتعرضون للتحقير قد يصبحون أكثر انطواءً أو قد يواجهون صعوبات في بناء علاقات جديدة، علاوة على ذلك، يمكن أن يعزز المحقر من ثقافة تقسيم المجتمع إلى فئات، مما يؤدي إلى تفشي التمييز، وبالتالي من الضروري التصدي لهذه الظاهرة لضمان تعزيز الروابط البشرية الإيجابية والتواصل الفعال.
أسباب التحقير في المجتمع المعاصر
تتعدد أسباب التحقير في المجتمع المعاصر، وتشمل الضغوط النفسية، المنافسة القاسية، والافتقار إلى التعليم الجيد عن التقبل والاحترام. كما تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في تعزيز هذه السلوكيات، حيث يمكن أن تسهل انتشار التنمر أو التعليقات السلبية دون عواقب مباشرة من خلال فهم هذه الأسباب، يمكننا العمل على تطوير المجتمعات وتحفيز التغيير الإيجابي.
أساليب المحقر بشأن الآخرين
التشكيك: قد يكون لطيفًا معك ليكسب ثقتك، ثم يجعلك تشعر بالشك في محيط حياتك لفترة طويلة
الإسقاط: يلقي بمسئولية مشاعره على غيره، إذا هاجمك بشيء لم تقترفه، فاعلم أن هذا الاتهام ينطبق عليه أكثر مما ينطبق عليك.
التعميم: يستخدم عبارات عامة لتحطيمك مثل “أنت غبي” أو “لا تراعي شعور الآخرين، انت لا تفهم أي شئ،
إطلاق الأحكام: يهاجم تقديرك لذاتك بإصدار أحكام مثل “أنت شخص غير مسئول
التلاعب: يستخدم أساليب خبيثة للتلاعب بهدف التسلط والسيطرة
الهجوم الخبيث: يقول “لا أود أن أزعجك” وهو يزعجك.
الرسالة مزدوجة:
بمعني، يتحدث بلهجة تحقيرية ثم يزعم أنه لم يفعل شيئًا
قطع التواصل: يسألك سؤالًا ثم يقطع عليك الحديث قبل أن تنتهي من الإجابة.
رفع معنوياتك ثم الحط منها: يغدق عليك المحقر الكثير من المجاملات، ثم يحطمك خطوة بخطوة حتى تصبح تحت سيطرته الكاملة.
المأزق المزدوج: يضعك بين خيارين أحلاهما مر ويجعلك تشعر بالانغلاق على نفسك.
الاجتزاء: يركز على جزء من الصورة ويقارن بينك وبين آخر متجاهلًا الجوانب الأخرى.
استراتيجيات مواجهة المحقر والتمييز
هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لمواجهة المحقر والتمييز. أولًا، يتوجب تعزيز ثقافة التقبل والاحترام في التعليم وبيئات العمل، ثانيًا يُنصح بإقامة ورش عمل لتعزيز الوعي حول آثار المحقر وكيفية تحديه، ثالثًا يجب تشجيع الأفراد على الإبلاغ عن أي سلوكيات محقرة او متنمره واتباع سياسات واضحة تجاه هذه الحالات.
أهمية التوعيةوالتمكين
تعتبر التوعية والتمكين من أهم الأدوات لمحاربة المحقر، عن طريق زيادة الوعي حول آثار التحقير، يمكن تغيير العقليات والسلوكيات، يجب توجيه الجهود لتثقيف الأفراد حول أهمية تقدير قيمتهم وقيمة الآخرين، مما يسهل على الجميع المشاركة في بيئات إيجابية وصحية، فعندما يتم تمكين الأفراد، يصبح لديهم القدرة على مواجهة التحديات التي يواجهونها في المجتمع
ماذا تفعل حيال الأمر؟
النصيحة الأساسية التعامل مع المحقرين يتطلب وعيًا وتوازنًا، ومعرفة كيفية الحفاظ على تقدير الذات دون الهبوط إلى مستواي المحقر
في نهاية المطاف يظل التحقير من شأن الأخرون تحديًا يؤثر على المجتمع بأسره ولكن من خلال التوعية، التعليم، والدعم المتبادل، يمكننا التصدي لهذه الظاهرة وبناء مجتمع أكثر شمولية واحترامًا لأن العمل الجماعي مهم لتحقيق هذا الهدف، مما يؤدي إلى مستقبل أفضل لكل فرد في المجتمع
فاصديقك المخلص يعطيك نقطة ضعف واحدة، أما المحقر فيعطيك الكثير من النقائص ويصر عليها حتى تستشعر جسامتها