اشتباكات عنيفة تتصاعد في طرابلس تهدد الاستقرار وتدفع بنزوح المدنيين وإغلاق المطار
كتبت نور يوسف
شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصاعدًا خطيرًا في الاشتباكات المسلحة بين فصائل متنافسة، مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الأمنية وتأثيرات واسعة على المدنيين والخدمات الأساسية.
اندلعت المواجهات بشكل خاص بين قوات الردع الخاصة المسيطرة على مطار معيتيقة الدولي، ووحدات مسلحة موالية لحكومة الوحدة الوطنية، أبرزها اللواء 444. وتركزت الاشتباكات في أحياء حيوية مثل صلاح الدين وأبو سليم والأندلس، حيث شهدت استخدامًا مكثفًا للأسلحة الثقيلة، مما تسبب في أضرار جسيمة للمنازل والبنية التحتية.
أدى استهداف مطار معيتيقة إلى تعليق حركة الملاحة الجوية وتحويل الرحلات إلى مطار مصراتة، بينما أعلنت وزارة التربية تعليق الدراسة في طرابلس الكبرى بسبب المخاوف الأمنية. كما تعرضت المستشفيات لضغط كبير بسبب تدفق الجرحى، بينما نزح المئات من أحيائهم هربًا من القتال.
أسفرت الاشتباكات عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 70، بينهم مدنيون، وفق مصادر محلية. كما أفيد عن فرار سجناء من مراكز احتجاز متضررة، مما زاد من تعقيد المشهد الأمني.
على الرغم من إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن وقف لإطلاق النار ونشر قوات لـ”حفظ الأمن”، إلا أن الاشتباكات المتقطعة لا تزال مستمرة، مما يعكس ضعف الاتفاقات الأمنية الحالية. وفي سياق متصل، أصدر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قرارًا بتجميد القرارات العسكرية للحكومة، في إشارة إلى تصاعد الخلافات السياسية الداخلية.
أعرب مجلس النواب الليبي عن قلقه من التصعيد، محمّلاً حكومة الوحدة الوطنية المسؤولية، بينما لم يعلن خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني، موقفًا مباشرًا، وإن كانت تقارير تشير إلى مراقبته الوضع عن كثب، مع تلميحات لـ”تدخل عسكري محتمل” إذا استمرت الفوضى.
وسط هذا التصعيد، دعا المنفي إلى توحيد الصفوف واتباع الحوار، لكن استمرار الاشتباكات يزيد من مخاوف انزلاق طرابلس إلى موجة جديدة من العنف، خاصة مع تأزم الخلافات بين الأطراف السياسية والعسكرية.
