تقرير MBC .. تشويه صورة رموز المقاومة وأصداء الغضب في العالم العربي

كتبت/ فاطمة محمد
في الآونة الأخيرة، تصاعدت وتيرة الجدل حول التغطيات الإعلامية في العالم العربي
إحدى أبرز المحطات التي أثارت هذا الجدل هي مجموعة MBC السعودية، بعد بثها تقريرًا بعنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين”
تضمن التقرير سردًا لتاريخ عدد من القادة السياسيين والعسكريين المرتبطين بحركات المقاومة في المنطقة، ووصفتهم بـ “الإرهابيين”
هذا التقرير أشعل غضبًا واسعًا في العالم العربي، خاصة في فلسطين والعراق، ودفع الكثيرين للمطالبة بمحاسبة القناة.
تفاصيل التقرير:
تم عرض التقرير ضمن برنامج “MBC في أسبوع”، وقُدِم فيه عرضًا لشخصيات سياسية وعسكرية بارزة وصفها بـ “الإرهابية”
من بين هذه الشخصيات، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقادة من حركة حماس مثل الشهيد يحيى السنوار، إلى جانب قادة فيلق القدس الإيراني مثل قاسم سليماني. وبحسب التقرير، كان هؤلاء القادة من بين “الشخصيات التي روعت العالم وسفكت الدماء”.
أثار هذا الوصف غضبًا واسعًا في مختلف الدول العربية، حيث اعتبر العديد أن التقرير يشوه رموز المقاومة الذين ضحوا بحياتهم للدفاع عن قضايا الأمة.
ردود الافعال الجماهيرية:
على خلفية بث هذا التقرير، شهدت عدة دول عربية ردود أفعال غاضبة
فَفي العراق، اقتحم أنصار فصائل مسلحة موالية لإيران مكاتب قناة MBC في العاصمة بغداد
ووفقًا لتقارير وزارة الداخلية العراقية، اقتحم نحو 500 شخص المبنى وألحقوا به أضرارًا كبيرة، ما دفع القوات الأمنية إلى التدخل للسيطرة على الوضع
لم تقتصر ردود الفعل على العراق فقط، بل امتدت إلى فلسطين حيث أدان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين التقرير ووصفه بـ “المخزي” ، وطالب المنتدى إدارة القناة بالاعتذار للشعب الفلسطيني.
في فلسطين:
من جهتها، اعتبرت المؤسسات الإعلامية الفلسطينية أن التقرير يسيء للنضال الفلسطيني والمقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي
دعا منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إلى تعزيز التغطية الإعلامية الإيجابية عن المقاومة، مؤكدًا أن هذه التغطيات تسهم في توعية الجمهور العربي بخطر الاحتلال الإسرائيلي وتوضح دور المقاومة في الدفاع عن المقدسات.
رأي المحللون السياسيون في الأمر من جهة أخرى :
يرى محللون سياسيون أن هذا التقرير يعكس تحولًا في التوجه الإعلامي لبعض القنوات العربية تجاه قضايا المقاومة الفلسطينية والإيرانية
البعض يعتقد أن هذه التغطيات قد تكون نتيجة لتغييرات سياسية إقليمية، حيث بدأت بعض الدول العربية تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ما أدى إلى تراجع الدعم الإعلامي لحركات المقاومة.
على الرغم من ذلك، يرى آخرون أن هذا التقرير لا يعبر بالضرورة عن السياسة الرسمية للدولة السعودية، بل قد يكون وجهة نظر شخصية للمحرر أو المسؤول عن البرنامج.
مواقف سابقة مشابهة:
ليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها MBC الجدل بسبب تقارير تتعلق بحركات المقاومة في الماضي، قامت القناة ببث تقارير مشابهة أثارت غضب الجماهير، خصوصًا في الدول التي تدعم حركات المقاومة مثل لبنان والعراق
يعتقد البعض أن هذا النوع من التغطيات يعكس محاولات لتغيير الرأي العام العربي تجاه قضايا المقاومة وإعادة تشكيل السردية حول الإرهاب والمقاومة
في ظل تزايد التحالفات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، من المرجح أن تتواصل هذه التغطيات المثيرة للجدل
ومع استمرار الصراعات في المنطقة، يبقى الإعلام لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاشات حول قضايا المقاومة والإرهاب.