تحقيقات وتقارير

“أنوبيس” يعود من جديد ليطمئن بنفسه على الأهرامات

 

 

 

 

كتبت/ فاطمة محمد

 

في عالم السياحة، تتوالى الأحداث الطريفة والقصص الغريبة التي تثير اهتمام الزوار وتلفت الأنظار إلى المعالم التاريخية

من بين هذه الأحداث، برز فيديو طريف أثار جدلاً واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ظهر كلب يتجول على قمة الهرم الأكبر

هذا المشهد غير المتوقع لم يكن مجرد لقطة عابرة، بل تحول إلى حديث الشارع الرقمي وأثار تساؤلات حول تاريخه ودلالاته الثقافية

في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل هذا الحدث الطريف، ردود الفعل من الجهات المعنية والجمهور، وكيف يمكن استغلال هذه اللحظة الفريدة لتعزيز السياحة في مصر.

 

بداية الحدث الطريف: فيديو يثير الجدل

 

بدأت القصة عندما قام الرحالة الأجنبي «مارشيل موشير» بتوثيق مقطع فيديو أثار جدلًا واسعًا، حيث قام بتصوير شاب يمارس رياضة القفز بالمظلات، بينما كان كلب يتجول في المكان بشكل طبيعي ودون أي خوف

وقد حقق المقطع انتشارًا كبيرًا على منصة «تيك توك»، حيث نال ملايين المشاهدات خلال يومين، حيث أثار فضول الكثيرين حول كيفية وصول الكلب إلى قمة الهرم و هل سيتمكن من النزول أم لا

 

تصريحات وزارة السياحة: دخول الكلاب إلى الأهرامات

 

من جهة أخرى، أوضحت مصادر مطلعة من المنطقة الأثرية بالأهرامات أن مساحة المنطقة واسعة للغاية، مما يجعل السيطرة على دخول الكلاب أمرًا صعبًا

لذلك، يُعتبر دخول الكلاب للمنطقة أمرًا طبيعيًا، خاصة وأن المنطقة محاطة بأماكن سكنية

وقد أكدت الجهات المعنية، بما في ذلك الشركة المسؤولة عن تطوير هضبة الأهرامات، أنها تعمل على مقاومة انتشار الكلاب بالمنطقة من خلال تطعيمهم ضد السعار والأمراض المعدية الأخرى

كما أضافت أن هناك برامج توعية تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية سلامة الزوار وحماية الحيوانات في المناطق الأثرية.

 

تفاعل الجمهور: تعليقات وتساؤلات حول الكلب

 

تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع الفيديو، حيث تساءل البعض عن كيفية وصول الكلب إلى قمة الهرم وكيفية نزوله منها

بينما عبّر بعضهم عن استغرابهم، واصفًا الكلب بـ”صاحب المزاج” الذي قرر الاستمتاع بمشاهدة الجيزة من الأعلى بعض المعلقين أطلقوا على الكلب ألقابًا مضحكة، مما ساهم في زيادة تداول الفيديو على مختلف المنصات.

 

أسطورة الآلهة: ارتباط الكلب بأنوبيس

 

«أنوبيس» أو «إنبو» باللغة المصرية القديمة، هو إله الموت والتحنيط في مصر القديمة وكان يعتبر حارس المقابر والمسؤول عن مرافقة الموتى إلى العالم الآخر

تم تصوير أنوبيس بشكل كلب أو ابن آوى أسود، وكان يُعتقد أنه يحمي الموتى من الأذى والسرقة

العلاقة بين الكلب والإله أنوبيس جاءت من خلال دوره كحامٍ، مما جعله رمزًا للحماية والموت في الحضارة المصرية القديمة.

 

عند انتشار الفيديو الذي يظهر الكلب فوق قمة الهرم، ربطت بعض الصحف العالمية بينه وبين الإله أنوبيس نظرًا للتشابه في المظهر

هذا الربط بين الماضي والحاضر لم يكن مجرد صدفة، بل جاء نتيجة للأسطورة القوية المحيطة بأنوبيس وأهميته في الثقافة المصرية

وبينما كان أنوبيس يحرس الموتى في المقابر، ظهر هذا الكلب وكأنه يقوم بدور مماثل من خلال صعوده إلى أعلى معلم أثري في العالم، مما أثار الكثير من التساؤلات حول رمزية الكلب في الثقافة المصرية.

 

أثر الفيديو على السياحة: كلب بلدي يروّج لمصر

 

أكد أيمن عبد اللطيف، عضو غرفة شركات السياحة ، أن الكلب البلدي الذي تسلق الهرم الأكبر وأُخِذت له صور بواسطة سائح كان يطير فوق الأهرامات، أحدث ضجة كبيرة في وسائل الإعلام العالمية

لم يتوقف الخبر عند هذا الحد، بل انتشرت صور ومقاطع الفيديو للكلب وهو يتنقل بين الأهرامات، مما جعله رمزًا غير متوقع للدعاية السياحية المصرية

وقد تدفقت ملايين المشاهدات والميمز والكارتونيات على الإنترنت، وأصبح الكلب حديث الجميع.

 

استغلال الحدث: تحويل الكلب إلى معلم سياحي

 

وأضاف عبد اللطيف: «إذا استغللنا هذا الحدث بطريقة ذكية، يمكننا تحويل هذا الكلب إلى معلم سياحي، من خلال توفير الرعاية له ولعائلته وتصوير فيديوهات دعائية، بحيث يأتي السياح خصيصًا لمقابلته»

وأشار إلى أن الكلب البلدي قدم دعاية إيجابية لمصر دون قصد، على عكس بعض المشاهير على تيك توك الذين يقدمون محتوى قد يسيء لصورة البلاد

كما أوضح أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تسهم في تعزيز السياحة البيئية والتفاعل مع الحيوانات المحلية، مما يُعزز من تجربة الزوار في مصر.

 

إن هذا الحدث الطريف يمثل تجسيدًا لتفاعل الثقافة القديمة مع الحاضر، ويظهر كيف يمكن للحظات غير المتوقعة أن تخلق فرصًا جديدة في عالم السياحة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى