
هدير شهاب الدين
السمنة المفرطة ليست مجرد رقم على الميزان، بل هي حالة صحية تؤثر على مختلف أجهزة الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة. يعتقد البعض أن السمنة ترتبط فقط بالمظهر، لكنها في الواقع تؤثر على وظائف القلب، المفاصل، والجهاز الهضمي، كما تؤثر على الحالة النفسية.
عندما يرتفع الوزن عن الحد الصحي، يعمل القلب بجهد أكبر لضخ الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما يؤدي الوزن الزائد إلى ضغط شديد على المفاصل، خاصة الركبتين والفقرات القطنية، مما يسبب الألم المزمن. من ناحية أخرى، فإن زيادة الدهون تقلل حساسية الجسم للأنسولين، مما يزيد من احتمال الإصابة بالسكري من النوع الثاني. إضافة إلى ذلك، يعاني بعض الأشخاص من مشاكل في التنفس، مثل توقف التنفس أثناء النوم، مما يؤثر على جودة النوم وصحة الدماغ.
للحد من آثار السمنة المفرطة، يوصي خبراء التغذية باتباع نظام غذائي متوازن. من المهم تجنب الحميات القاسية والبدء بتعديلات تدريجية مثل تقليل كميات الطعام، والامتناع عن السكر الأبيض والمقليات. يجب التركيز على تناول البروتينات، مثل البيض والدجاج والبقوليات، حيث تعزز الشعور بالشبع لفترة أطول، إلى جانب الألياف الموجودة في الخضروات والفواكه التي تساعد على تحسين عملية الهضم.
كما ينصح الخبراء بتقليل الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض، التي تتحول بسرعة إلى سكريات، مما يؤدي إلى تخزين الدهون. شرب كميات كافية من الماء يساعد في تنظيم الشهية، إذ قد يكون الشعور بالجوع ناتجًا عن الجفاف. قراءة الملصقات الغذائية على المنتجات ضرورية أيضًا لتجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المخفية.
لا يقتصر التحكم في الوزن على الغذاء فقط، بل يلعب النوم المنتظم والنشاط البدني دورًا رئيسيًا في تحسين الصحة. قلة النوم قد تزيد من مستويات هرمونات الجوع، مما يؤدي إلى تناول كميات أكبر من الطعام. ممارسة أي نشاط بدني يوميًا، مثل المشي لمدة 20 دقيقة، يساهم في تحسين عملية الأيض وتقليل الوزن بشكل صحي.
التغيير في نمط الحياة يتطلب وقتًا وصبرًا، لكنه ممكن من خلال الالتزام بتعديلات تدريجية في العادات الغذائية والنشاط البدني. السمنة ليست وضعًا دائمًا، بل يمكن تحسينها بخطوات مدروسة تعتمد على التوازن والوعي الصحي.