تصاعد التوترات مع إيران يدفع واشنطن لإجلاء موظفين من سفاراتها في الشرق الأوسط

كتبت/ فاطمة محمد
تستعد الولايات المتحدة لتقليص بعثتها الدبلوماسية في العراق، بسبب تصاعد المخاطر الأمنية بالمنطقة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مصادر أمريكية وعراقية يوم الأربعاء.
وأكد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية لـ”بي بي سي” أن بلاده “تُقيّم باستمرار الوضع الأمني في سفاراتها حول العالم”، موضحًا أنه “بناءً على آخر التحليلات، تقرر تقليص عدد موظفي السفارة الأمريكية في العراق”.
وبدأت عملية إجلاء الموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم من بغداد، رغم عدم توضيح الأسباب المباشرة لهذا القرار. غير أن تعثر المحادثات النووية مع إيران يُعد من أبرز الخلفيات المحتملة لهذا التوتر المتصاعد.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شدد مجددًا موقفه تجاه إيران، قائلًا إن “الشرق الأوسط قد يكون مكانًا خطرًا” في ظل التوترات الراهنة، وأعرب عن تراجع ثقته في التوصل لاتفاق بشأن وقف تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب أمريكي رئيسي
وأضاف: “لا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.
في المقابل، حذر وزير الدفاع الإيراني، عزيز ناصر زاده، من أن طهران ستهاجم القواعد الأمريكية في حال فشل المحادثات وتعرضها لأي ضربة عسكرية.
وفي بغداد، أكد مصدر أمني عراقي لفرانس برس بدء إجلاء “الموظفين غير الأساسيين” من السفارة الأمريكية، مشيراً إلى محاولات لاحتواء الموقف عبر التواصل مع الفصائل المسلحة الموالية لإيران لثنيها عن شن هجمات
فيما اعتبر مصدر أمني آخر هذا الإجراء “احترازيًا”.
على الجانب العراقي، نفت الحكومة وجود مؤشرات أمنية خطيرة تستدعي هذا الإجلاء، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
يُذكر أن نحو 2500 جندي أمريكي لا يزالون متمركزين في العراق، وفق وزارة الدفاع الأمريكية.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن الخارجية الأمريكية تستعد لإصدار أوامر بمغادرة الموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم من سفارتي واشنطن في البحرين والكويت.
وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة أوسع لحماية الأفراد الأمريكيين في المنطقة، إذ أُذن أيضًا بالمغادرة الطوعية لأسر العسكريين من عدة مواقع في الشرق الأوسط، مع تركيز خاص على البحرين، حيث يقيم العدد الأكبر من العائلات.
من جهة أخرى، أوضح مصدر أمريكي أن العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، لم تشهد أي تغيير، كما لم يُصدر أي أمر بإجلاء الموظفين أو العائلات من السفارة الأمريكية في الدوحة، التي تواصل العمل بشكل طبيعي