
كتبت نور يوسف
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها كواليس الضربة الإسرائيلية المفاجئة التي استهدفت مواقع حساسة داخل إيران فجر الجمعة، والتي جاءت في وقت كانت فيه طهران تستعد لمفاوضات نووية جديدة مع واشنطن في سلطنة عمان.
وبحسب التقرير، كانت القيادة الإيرانية تتوقع هجوماً إسرائيلياً محتملاً في حال فشل المحادثات النووية، لكنها لم تتوقع حدوث الضربة قبل الجولة المقبلة من المفاوضات. واعتبر المسؤولون الإيرانيون التهديدات الإسرائيلية مجرد دعاية للضغط عليهم لتقديم تنازلات، مما أدى إلى تهاون في اتخاذ الاحتياطات الأمنية الضرورية.
وذكر التقرير أن هذا التهاون كلف طهران ثمناً باهظاً، حيث تم تجاهل بعض الاحتياطات التي كانت مقررة، ما أسفر عن نتائج كارثية وفقاً لمسؤولين إيرانيين. وخلال اجتماع طارئ في قاعدة بطهران ضم كبار القادة العسكريين، من بينهم الجنرال أمير علي حاجي زاده، استهدفت إسرائيل القاعدة، ما أسفر عن مقتلهم.
وفي واحدة من أعنف الضربات التي شهدتها إيران منذ سنوات، استهدفت إسرائيل 15 موقعاً حيوياً في أنحاء متفرقة من البلاد، من بينها أصفهان، تبريز، شيراز، كرمنشاه وأراك. وأسفرت الضربات عن تدمير أجزاء واسعة من منظومات الدفاع الجوي والرادارات، وتعطيل الوصول إلى الترسانة الصاروخية، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة بمنشأة تخصيب اليورانيوم الرئيسية في نطنز.
وأفادت مصادر أن الغارات وجهت ضربة قاصمة لمنظومة القيادة والسيطرة الإيرانية، وأثارت حالة من الصدمة والغضب في الأوساط الرسمية. وظهرت رسائل مسربة تعكس تساؤلات داخلية غاضبة حول كيفية فشل الدفاعات الجوية وسقوط قيادات عسكرية كبيرة في الهجوم.
وفي أول تعليق له، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة مصورة صباح الجمعة أن إسرائيل استهدفت منشأة نطنز، مؤكداً أن العملية هدفت إلى “دحر التهديد الإيراني لوجود إسرائيل”.
كما استهدفت إسرائيل في ضربتها عدداً من كبار القادة الإيرانيين، من بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، وقائد أركان الجيش محمد باقري، واللذين لقيا مصرعهما خلال الهجوم.
وعقب الهجوم، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني اجتماعاً طارئاً برئاسة المرشد الأعلى علي خامنئي لبحث الرد المناسب. وأكد خامنئي خلال الاجتماع رغبته في الانتقام مع التحذير من التسرع في اتخاذ القرار. في المقابل، انقسم القادة الإيرانيون حول قدرة البلاد على تحمل حرب طويلة الأمد مع إسرائيل في ظل هذا الاختراق الكبير للأمن والدفاع الإيراني.