كتبت/ فاطمة محمد
كشفت تسريبات استخباراتية أميركية أن الضربات الجوية الواسعة التي نفذتها الولايات المتحدة ضد مواقع نووية إيرانية، مساء السبت، لم تحقق ما أعلنه الرئيس دونالد ترامب بشأن “التدمير الكامل” للمنشآت، بل تسببت فقط بأضرار محدودة ستؤخر البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر.
وبحسب تقييم مبكر لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA)، فإن المنشآت المستهدفة، وبينها منشأة “فوردو” المحصنة داخل جبل، لم تفقد قدرتها على تخصيب اليورانيوم، في تناقض واضح مع التصريحات الرسمية للبيت الأبيض التي وصفت العملية بـ”النجاح العسكري الباهر”.
السيناتور الديمقراطي مارك وارنر طالب إدارة ترامب بتوضيحات عاجلة، محذرًا من عواقب أي تصعيد غير محسوب قد يدفع بالمنطقة نحو سباق خطير لصنع “قنبلة قذرة”
كما تم تأجيل جلسة إحاطة سرّية كانت مخصصة لعرض تفاصيل الضربة أمام أعضاء الكونغرس.
البيت الأبيض سارع إلى نفي ما ورد في التقارير، ووصف المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، تقرير شبكة CNN بأنه “خاطئ تمامًا”، متهمة مصادر مجهولة بمحاولة تقويض ما وصفته بـ”إنجازات الرئيس ترامب”.
في المقابل، أكد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أن طهران لن تتجاوب مع أي مطالب إسرائيلية بشأن وقف التخصيب، فيما أشار رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إلى أن إيران كانت مستعدة مسبقًا للضربات، وأن العمل داخل المنشآت لم يتوقف.
مراكز أبحاث وخبراء مستقلون، من بينهم معهد ميدلبري للدراسات الدولية، أشاروا إلى أن الضربة الأميركية كانت “جزئية وغير كافية”، مؤكدين أن المعرفة النووية الإيرانية لا يمكن القضاء عليها عبر ضرب المنشآت فقط، ما يعقّد من حسابات واشنطن ويقلل من أثر العملية على المدى البعيد.
التقارير الاستخباراتية والتقييمات الدولية وضعت الرواية الأميركية تحت مجهر التشكيك، وأثارت تساؤلات حول جدوى الضربة الاستراتيجية، وسط إصرار إيراني على مواصلة البرنامج النووي، وضغوط داخلية على الإدارة الأميركية لتوضيح نتائج العملية بشكل شفاف.
