تحقيقات وتقارير

غضب جماهير بعد هدم قبة حليم باشا

 

كتبت: رنيم علاء نور الدين

تتميز مصر بكثرة  أماكنها الأثرية ومعالمها الحضارية الخلابة التي يأتي إليها الجميع من كل إنحاء العالم حتي يروها من بعيد ونكون نحن أكثر حظاً منهم فقط لأننا نمتلكها و قام اجدادنا ببناء هذا التاريخ المشرف، لكن في يوم الثلاثاء الموافق 10\22 تم سلب مصر من أحد أعظم معالمها مما أثار غضب الجميع من تلك الواقعة ظناً منهم أنهم يريدون محو مصر وليس فقط أثارها.

هي مقابر العائلة الملكية حيث تعود قبة حليم باشا من أقدم أثار مصر, وترجع إلي أحفاد محمد علي والي مصر والذي قام بتغير وتطوير معالم مصر وكانت مصر تشهد في حكمة ازدهار كبير للغاية كما أنها بنيت علي الطراز قباب سمرقند، كان محمد علي وأبنائه وأحفاده جميعًا سببًا في تشيد الكثير من المعالم الحضارية المتميزة التي شاهدها الجميع وذكرتها الكتب التاريخية ، كما أن الغرب حتي الآن يريدون أن يفعلوا مثلها في بلدانهم حتي يصبحوا في جمال بلادنا. ولكن بالأمس شعر المصريين أنه يتم هدم تاريخ البلاد وذلك أثار غضب الجميع وخاصة بين رواد السوشيال ميديا والمهتمين بالتراث والنشطاء الآثاريين بعد هدم مدافن مسجلة بقوائم التراث الحضاري بالقاهرة ،حيث تمثل القبة جزءً من التراث الثقافي والتاريخي لمصر، وتحمل قيمة معمارية وأثرية لا تقدر بثمن

 و تسائل الجميع كيف يمكن إزالة مقابر أثرية كهذة ؟ حيث بنيت بطريقة متميزة علي طريقة طراز قباب سمرقند وهي مدافن تعود للأسرة الملكية العلوية تقع بجوار مسجد الإمام الشافعي. وتقع تحت ثلاث قباب كبيرة الحجم وبجوارها ثلاث أخرى متوسطة محمولة جميعها علي أعمدة حجرية مربعة، وتتزين الأضرحة بمجموعة من النقوش والزخارف الفنية الدقيقة. يعلو مدخل المدفن قبة صغيرة تتدلى منها ثريا نحاسية ويؤدي إلي صالة كبيرة ذات بابين يؤدي كل منهما إلي حديقة المدفن وفي نهاية الصالة باب كبير يؤدي إلي داخل المدفن 

ويتسائل الجميع أيضاً عن خطة المحافظة ووزارة الأثار لحماية المواقع التراثية والأثرية وضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات ، علاوة على الاستفسار عن مدى التنسيق بين وزارتي الآثار والثقافة وبين الهيئات المعنية بحماية التراث لضمان الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

وقالت ولاء الطحان على فيس بوك : “لاقيمة لحجر ولا حتى بشر لامراعاة لميت ولا حتى حى ، هدم وازالة مقابر الامام الشافعى الاثرية اليوم ( جريمة كبرى )، كان ايه لزوم التاريخ اللى درسناه وقيمة الآثار والحفاظ عليه وتجريم الاعتداء عليه والتجارة فيه ،مادام انتم مستغنيين كده عن تاريخنا و هويتنا”.

و قال محمود فرج : ” هدم التاريخ بلا علم او تعلم.. هدم مقابر الامام الشافعي .. مقابر عمرها اكتر من 1200 سنة، مدفون فيها الامام ورش، الإمام المقريزي، ابن خلدون، الامام الشافعى و علماء كتير غيرهم سياسيين وشخصيات ليها تاريخ بلد يعلوها ماضيها .. فأصبحنا حتى الماضي عاجزين على الحفاظ عليه..وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

كما كتب شخص آخر على صفحته :” مصر تهدم نفسها ! هدم المقابر الإسلامية التاريخية ( مقابر الإمام الشافعى ) التى تعتبر تحفة معمارية و تاريخ و حضارة ! إذا لم تستطيعوا ترميمها اتركوها على حالها و لا تهدموها. 

 قالت هنا بهي :” هدم أثر تاريخى ومعمارى ..الصورة لقبة: نام شاز قادين (والدة الأمير محمد عبد الحليم باشا ابن محمد علي ) و مستولدة محمد علي باشا وتعرف بقبة حليم باشا .. منطقة جبانة (الإمام الشافعى)..وكذلك هدم عدد من مقابر جبانات الإمام الشافعى والسيدة نفيسة ومنها مقابر تراثية ذات هيكل معماري إسلامي ،لتعارضها مع محور صلاح سالم الجديد”.

وفي جهود أخري للوقوف أمام تلك المهزلة حاولت شبكة تليفزيون «النهار» التواصل مع محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر أو نائبه المهندس أشرف محمد نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية لتوضيح الأمر دون جدوى.

وعلقت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، على هدم قبة حليم باشا التاريخية في منطقة السيدة عائشة ,كما أنها تابعت بكل أسى وقلق ما حدث لقبة حليم باشا التاريخية، وما يتوالى من عمليات هدم للمقابر الأثرية

وأكدت عضو مجلس النواب أن هذا التجاهل للقيمة التاريخية والتراثية لهذه المواقع يشكل خسارة كبيرة لا يمكن تعويضها , وأن تراثنا المعماري جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا، وهدم مثل هذه المعالم يشوه الذاكرة الجماعية للمصريين

.. وطالبت عضو مجلس النواب، بوقف أعمال الهدم كلها، مع عمل مراجعة شاملة من جميع الجهات المعنية لكل الأعمال لحماية ما تبقى من هذه الثروات الحضارية التي تمثل رابطًا بين ماضينا وحاضرنا.

كما أثار غضب من المشاهير ففي سياق أخر قام الفنان خالد النبوي بأصدار تصريحات توضح مدي غضبه وتأثرة الشديد ,حيث قال علي أحد صور الهدم ” مصر عمرها الألف من السنين عايزين تخلوها صفر ليه “

كما قال في تصريحات خاصة أنا مفتون بمصر وحلاوتها وتاريخها المحترم وأدبائها العباقرة، فمصر مليئة بالقصص والحكايات والرؤى والأفكار التى تستحق أن نكد ونتعب حتى نحولها لأعمال فنية وسينمائية على وجه التحديد، وكل هذا التعب والإجهاد لأن الشعب المصرى يستحق أن نقدم له فنا حقيقيا.

وكتبت لميس الحديدي في منشور علي صفحتها الخاصة وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبنى قواعد المجد وحدي.. ووقفوا بعد دهر ينظرون كيف يهدم أبنائي تاريخي وذاكرة السنين.. هكذا تتحدث مصر عن نفسها.

والسؤال التي بتراوده الجميع الأن هل حقاً مصر تريد إزالة تاريخها ؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى