وسط سحب الدخان والرعب.. السيطرة على حريق ضخم في سنترال رمسيس وبدء التحقيقات
كتبت/ فاطمة محمد
شهد قلب القاهرة عصر الاثنين واحدة من أكبر الحرائق التي ضربت منطقة وسط البلد خلال السنوات الأخيرة، بعدما اندلعت النيران داخل مبنى سنترال رمسيس المكون من أكثر من 10 طوابق، ما أدى إلى تصاعد سحب كثيفة من الدخان غطت سماء المنطقة، وانتشرت رائحة الحريق لمسافات بعيدة.
وبدأت ألسنة اللهب في التصاعد قرب الساعة الرابعة عصرًا، تزامنًا مع أصوات انفجارات متتالية رجّح شهود عيان أنها ناجمة عن احتراق كابلات الكهرباء وخطوط الاتصالات داخل المبنى، قبل أن تتسارع سيارات الإطفاء والإسعاف إلى الموقع في محاولة للسيطرة على الحريق.
دفعت هيئة الإسعاف بـ17 سيارة إسعاف، وأسفر الحادث عن إصابة 21 شخصًا باختناقات وحروق متفرقة، دون تسجيل أي وفيات حتى الآن. كما اضطرت إدارة المرور لإغلاق كوبري 6 أكتوبر في الاتجاه المؤدي إلى مدينة نصر، لتسهيل وصول سيارات الإطفاء والسلالم الهيدروليكية، وسط ارتباك مروري شديد وتحويلات في الشوارع الجانبية.
وامتدت تأثيرات الحريق إلى محطات المترو المجاورة، إذ شعر الركاب بروائح الدخان في الأنفاق، ما دفع البعض لمغادرة القطارات وسط حالة من الارتباك، فيما عملت هيئة المترو على تهوية المحطات للحفاظ على سلامة الركاب.
وفي محيط الحريق، وثّق الأهالي المشهد بهواتفهم المحمولة، بينما علت أصوات الدعاء وسط أجواء من الخوف والقلق، في حين واصل رجال الحماية المدنية جهودهم لساعات طويلة حتى نجحوا في السيطرة على الحريق، مع بدء عمليات التبريد لمنع تجدد النيران.
وأكد المهندس محمد إبراهيم، رئيس قطاع أول التفاعل المجتمعي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أنه جرى إخماد الحريق بالكامل، وجارٍ استكمال التبريد، في وقت أعلنت فيه مدينة الإنتاج الإعلامي أن الحريق لم يؤثر على البث المباشر للبرامج الفضائية، مشيرة إلى أن الأضرار انحصرت في خدمات الإنترنت والهاتف الأرضي والمحمول.
وتسبّب الحريق في تعطل مؤقت لشبكات الاتصال، مما أثر على قدرة البرامج الإخبارية والتوك شو على التواصل مع الضيوف والمصادر، بينما تواصل الفرق الفنية العمل لاستعادة الخدمات بشكل كامل.
ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد السبب النهائي للحريق، وسط ترجيحات أولية بحدوث ماس كهربائي أو انفجار كابلات الاتصالات، فيما أشاد الأهالي ببطولة رجال الإطفاء الذين واجهوا النيران وسط ظروف خطيرة لحماية الأرواح والمباني المجاورة.
