من ادعاءات النسب إلى اتهامات الاتجار بالأعضاء: القصة الكاملة لقضية وفاء عامر

كتبت/ فاطمة محمد 

في مشهد مثير ومليء بالمفاجآت، تصدّرت الفنانة المصرية وفاء عامر عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديوهات عبر تطبيق “تيك توك” لفتاة تُدعى “مروة محمد حسني مبارك”، زعمت فيها أنها ابنة غير معلنة للرئيس الراحل محمد حسني مبارك والفنانة المعتزلة إيمان الطوخي، وتحدثت عن “أسرار خطيرة” زعمت أن عددًا من المشاهير، من بينهم وفاء عامر، يعرفونها أو متورطون في التستر عليها.

ادعاء نسب مثير للجدل

في الفيديو، ظهرت مروة مؤكدة أنها ثمرة علاقة سرية وزواج عرفي بين مبارك والطوخي، وأن والدتها “أُجبرت على التخلي عنها” بعد ضغوط من سوزان مبارك، وأنها أُودعت في دار رعاية دون علم الجمهور

وناشدت إيمان الطوخي بالخروج عن صمتها، كما طالبت بتحليل DNA لإثبات نسبها.

هذه الادعاءات القديمة المتجددة أعادت للأذهان شائعات كانت قد أُطلقت في تسعينيات القرن الماضي، وربطت بين مبارك والطوخي، إلا أن الأخيرة نفت أي علاقة من هذا النوع، مشيرة إلى أن الشائعات كانت سببًا في اعتزالها.

تصعيد غير متوقّع ضد وفاء عامر

وجهت مروة اتهامات مباشرة إلى الفنانة وفاء عامر، زاعمة معرفتها المسبقة بالقضية، ومتهمة إياها بلعب أدوار غير واضحة، وصلت إلى التلميح بوجود “شبكات مشبوهة” داخل الوسط الفني والإعلامي.

الأمر تطور بسرعة، خاصة بعد أن اتهمت مروة وفاء عامر وبعض الشخصيات الأخرى بالضلوع في قضية اتجار بالأعضاء البشرية، وذلك على خلفية وفاة لاعب كرة القدم الشاب إبراهيم شيكا، الذي توفي مؤخرًا بعد صراع طويل مع مرض السرطان

وزعمت أن وفاء لعبت دورًا خفيًا في “بيع أعضائه مما تسبب في وفاته”، مما أثار جدلًا كبيرًا على الإنترنت.

ردود حاسمة من وفاء عامر

في أول رد فعل منها، نفت وفاء عامر بشكل قاطع كل الاتهامات الموجهة لها، ووصفت ما يحدث بأنه حملة تشويه ممنهجة تستهدفها لأنها شخصية معروفة

وقالت في مداخلة هاتفية عبر برنامج “صبايا الخير”:

“أنا مش قيد تحقيق، ولا في أي محضر رسمي ضدي، كنت قاعدة على البحر وفجأة لقيت الدنيا مقلوبة عليا!”

وأكدت أنها تقدمت ببلاغ رسمي ضد مروة، واتهمتها بتعمد الإساءة عبر حسابات وهمية تُدار من خارج مصر، مضيفة: “البنت دي بتطلع من أكونتات برا مصر علشان محدش يقدر يقفلها، وأنا طالبة التحقيق معاها.”

كما أوضحت أنها ستلاحق قانونيًا كل صفحة أو حساب نشر أخبارًا مغلوطة عنها، قائلة: “كل صفحة جابت سيرتي بالسوء أنا وراها، ولو مكلموش بالذوق، بعملهم محضر.”

علاقتها باللاعب الراحل إبراهيم شيكا

وعن علاقتها باللاعب الراحل، قالت وفاء إن زوجة شيكا تواصلت معها طلبًا للدعم المادي والمعنوي، وقد حرصت على مساعدته خلال فترة مرضه دون انقطاع

ونفت تمامًا وجود أي شبهة جنائية في وفاته.

كما روت أن اللاعب كان يناديها بـ”ماما”، وأنه طلب منها تسجيل لحظاته الأخيرة بالفيديو من أجل أطفاله

كما أكدت أن شيكا كان متألمًا من تجاهل زملائه له، بل إن بعضهم قام بحظره من وسائل التواصل.

وأكدت أرملة اللاعب هذه الرواية، نافية تمامًا وجود أي صلة بين وفاء عامر ووفاة زوجها، مشددة على أن “من لديه شك، يمكنه المطالبة بتشريح الجثمان”، في إشارة إلى أن وفاة زوجها كانت طبيعية بسبب السرطان.

تضامن نقابة المهن التمثيلية

نقابة المهن التمثيلية أصدرت بيانًا رسميًا أعلنت فيه دعمها الكامل للفنانة وفاء عامر، ووصفتها بأنها “قيمة فنية وأخلاقية كبيرة”، مشيرة إلى أن ما تتعرض له من إساءة يمثل اعتداءً غير مقبول على أحد رموز الفن المصري.

كما أعلنت النقابة عن تشكيل لجنة قانونية لمتابعة القضية وملاحقة الجهات التي تنشر الشائعات دون سند قانوني أو أخلاقي، خاصة عبر مواقع التواصل.

تيك توك تحت المجهر

وفي ختام تصريحاتها، أعلنت وفاء عامر نيتها الابتعاد عن تطبيق تيك توك، قائلة: “قررت أبعد عن التيك توك، لأنه كله مشاكل، وهو عالم صعب مش بتاعنا.”

خاتمة

ما بدأ كـ”اعتراف صادم”، تطوّر إلى حملة تشهير واسعة تداخلت فيها نظريات المؤامرة، مستهدفة رموزًا فنية، وعلى رأسهم وفاء عامر

وفي ظل تصعيد قانوني وإعلامي من الطرف المتضرر، تتجه القضية نحو ساحات القضاء، حيث ستُختبر صحة المزاعم، وتُحسم الرواية بالحجج لا بالتكهنات.