كتبت / رنيم علاء نور الدين
لم يكن أحد يتوقع أن تنتهي حياة تلك السيدة بهذه الصورة، ولا أن تتحول شقتها الصغيرة في “أبو النمرس” إلى مسرح لجريمة غامضة، تقف أمامها الأجهزة الأمنية عاجزة حتى اللحظة عن رسم سيناريو واضح لما جرى داخل هذه الجدران.
البداية كانت هادئة… بلاغ ورد لقسم شرطة أبو النمرس، يحمل في طياته تفاصيل غامضة: “فيه جثة ست جوه شقتها.. والباب مقفول من جوه”. فورًا، انتقلت قوة من رجال المباحث إلى العنوان المشار إليه، وهناك كانت المفاجأة.
سيدة في منتصف العمر، ملقاة على الأرض داخل غرفة نومها، ولا أثر واضح للعبث في المكان، لا علامات اقتحام، ولا صراخ سُمع، فقط صمت ثقيل وأبواب مغلقة. الجيران لا يعرفون الكثير، فقط يتذكرون أنها كانت دائمًا بمفردها، وقلما تُرى أو تختلط بأحد.
تم نقل الجثة إلى المشرحة، فيما فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا حول المكان، وبدأت رحلة البحث عن الحقيقة. كاميرات المراقبة المجاورة تم التحفظ عليها، وشهود العيان يتم استجوابهم واحدًا تلو الآخر، على أمل أن تظهر خيوط قد تقود إلى القاتل، أو تفسر ما حدث داخل تلك الغرفة التي لم يسمع منها أحد صوتًا.
النيابة العامة بدأت التحقيق، والمباحث تكثف جهودها ليلًا ونهارًا، ولكن حتى اللحظة، لا شيء مؤكد، لا مشتبه به، ولا دافع واضح.
والسؤال الذي يهمس به الجميع في المنطقة… من دخل تلك الشقة دون أن يشعر به أحد؟ ومن هو المتسبب في قتل هذه السيدة التي ماتت في صمت؟
