أخبار فلسطين
أخر الأخبار

بلدية القدس تدعو سكان العيسوية إلى تسوية أوضاع أراضي السكن ضمن مخطط هيكلي جديد

 

يارا المصري 

 أصدرت بلدية القدس في الأسابيع الأخيرة، دعوة شاملة لسكان حيّ العيسوية لفتح ملفات لتسوية أوضاع أراضي السكن الخاصة بهم. تأتي هذه الدعوة في إطار مخطط هيكلي جديد يهدف إلى تنظيم البناء في الحيّ وتحسين جودة حياة عشرات الآلاف من السكان المقيمين فيه.

يأتي هذا المخطط بعد سنوات طويلة عانى خلالها السكان من الإهمال المستمر والبنية التحتية المتدهورة والبناء غير المنظّم الذي تسبب بتأخيرات في الحصول على تصاريح البناء ونزاعات قانونية معقدة تتعلق بملكية الأراضي. وبحسب البلدية، فإن تسوية أوضاع الأراضي ستتيح للسكان الاستفادة من تطوير البنية التحتية وخلق بيئة سكنية حديثة ومنظمة، إضافة إلى تجنب أوامر الهدم أو التأخيرات في التخطيط المستقبلي.

ما الذي يتضمنه المخطط الهيكلي؟

بحسب ما نشرته البلدية ووسائل الإعلام، يتضمن المخطط سلسلة من الخطوات الواسعة:

توسيع مناطق السكن لتلبية الزيادة الطبيعية في عدد السكان.

تطوير مناطق تشغيل جديدة لتوفير فرص عمل إضافية داخل الحي وخارجه.

الحفاظ على المباني والمواقع التاريخية ذات الأهمية الثقافية والمجتمعية، كجزء من الحفاظ على الهوية المميزة للعيسوية.

إقامة مساحات عامة وحدائق لصالح جميع السكان، بما في ذلك ملاعب للأطفال ومساحات خضراء مفتوحة.

تطوير أنظمة بنية تحتية حديثة: تحسين شبكات الصرف الصحي والمياه والإنارة والطرق، وتعزيز الربط المروري وتوسيع خدمات المواصلات العامة إلى الأحياء المجاورة ووسط المدينة.

أصحاب الأراضي: فرصة للتغيير الحقيقي

بالنسبة لأصحاب الأراضي في الحي، فإن فتح ملفات لتسوية الأوضاع يُعدّ فرصة مهمة لتثبيت ملكية الأرض وتجنب النزاعات القانونية المستقبلية. كما أن التسوية المنظمة ستتيح لهم توسيع منازلهم بشكل قانوني ومعتمد، وتحسين ظروف معيشة أسرهم، والاستفادة من بنية تحتية حديثة.

أحد السكان قال:

“لسنوات لم يكن بالإمكان البناء أو الترميم دون المخاطرة بأمر هدم. هذه الإجراءات فرصة لوضع حد لحالة عدم اليقين والعيش مثل أي مواطن آخر – مع بنية تحتية وطرق وتخطيط منظم.”

أمل بين السكان:

يعبر العديد من سكان العيسوية عن أملهم بأن يُنفّذ المخطط بالكامل وألا يبقى مجرد وعود. أحد السكان قال:

“نحن نعاني منذ سنوات من ظروف صعبة جدًا – بنية تحتية متهالكة، طرق ضيقة وبناء غير منظم. إذا تم تنفيذ هذا المخطط، فسيكون نقطة تحول لكل الحي.”

وأضافت إحدى السيدات:

“في كل مرة يخرج الأطفال للعب أشعر بالخوف بسبب الطرق الخطرة وغياب المساحات الخضراء. نحن نريد مستقبلًا أفضل، ونأمل أن يتحقق هذا المخطط كما وُعِدنا.”

نجاح المخطط مرهون بالتعاون:

تؤكد البلدية أن نجاح المخطط يعتمد على المشاركة الكاملة من السكان. فتح ملفات تسوية للأراضي سيتيح تسريع التقدم في التخطيط والبناء، ويقلل من التحديات القانونية والبيروقراطية المتراكمة على مر السنين.

وأشارت البلدية إلى أن هذه الخطوة الاستراتيجية لتطوير العيسوية من شأنها أن تمنح الحي دفعة تطوير كبيرة وتقلص الفجوات مقارنة بالأحياء الأخرى في المدينة. وجاء في بيان البلدية: “الهدف هو تحقيق تحسن ملموس في جودة حياة السكان وخلق بيئة مخططة أكثر أمانًا وإتاحة.”

مستقبل العيسوية: بين الخوف والأمل

يقول سكان قدامى في الحي إنه إلى جانب الأمل الكبير هناك أيضًا خشية من أن تتأخر الإجراءات أو ألا يُنفّذ المخطط بسبب عراقيل بيروقراطية أو معارضة سياسية. وقال أحد السكان القدامى:

“مررنا بمخططات كثيرة اختفت في الطريق، لكن هذه المرة نشعر ربما بأن هناك فرصة حقيقية لتحقيق إنجاز.”

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى