
بقلم : أماني عبد الرحمن
“يا دنيا هدي بلاش تمدي ده الود ودي تستني عندي “
سمعت كلمات الأغنية منتصف الثمانينات كان أخي الأكبر يتغنى بها بصوته الأجش بأداء مسرحي كوميدي قبل يومين من استماعي لها بصوتها الشقي الحالم فكان تعارفنا .
فشعرت بأنها صوتي الذي أريد . عندما غنت “إلا أنا “كنت في نهاية الإعدادية وبداية الثانوية أغلقت باب غرفتي وأنا أستمع لشنطة سفر مثلتها أمام المرآة .
جلست مشدوهة أمام التلفاز وهي تقنع طارق لطفي بالبقاء بعزة حانية وحب لا يخفى، تدافع عن حقها في الحب والحياة .” لسه ناوي ع الرحيل” المرأة عليها أن تتمسك بمن تحب.
الدرس الثاني بعد أن هذبت المحبة في الركن البعيد الهادي الأغنية التى عشت حكايتها وتمثلتها رغم أني لم أذهب إلى النادي أبدًا .
حينها كانت القلوب بدأت تتفتح وتتشوق للحب، حبًا مجردًا بلا حبيب أبحث عن حبيب على الشاشة.
أغرمت بحليم، وقتها كنا نرتدي الجيبة البليسيه الزرقاء والقميص الأبيض ونحمل كتبنا داخل أكلسير ،و كنت أغلفه بصورة لحليم معلنة حبه ، حب لا يملك أحد أن ينكره علي ، في العام الجديد أستبدلت صورته بطلتها ،بعينيها التي تضج بالحياة .
اعتذرت منه ؛ فلم أعد بحاجة لحبيب من زمن آخر ، بت بحاجة لمن تعبر عني ، تقترب من عالمي . ثمة خيط يربط بيننا ، كبرنا معًا صرنا صديقتين دون لقاء ، ولكن كيف لم نلتق ونحن دائمتا اللقاء ! تغني هي تعبر عن حبي ووجعي وانتظاري وفرحي ، انكساري ومقاومتي، كان صوتها موسيقى خلفية لحياتي ، لا أذكر موقف أو شعور لم يشارك صوتها وإحساسها قلبي ” إلقالك حد ، لا تغيب، ياريتك فاهمني ، قولت أقولك أخباري ، أكتبلك تعهد ، بتوصفني، عمرك معاك ” أستطيع أن أحكي لك حكاية كل أغنية معي كيف شاركتني كل لحظة.
ساندتها في كل المرات التي أعلنوا عليها الحرب، كثيرًا ما دخلت في مشادات دفاعًا عنها ، كنت أتألم لأجلها بل أبيت مؤرقة أفكر كيف ستخرج من أزمتها؛ لتبهرني دائمًا بقوتها الراقية ،ومع صعودها كانت سعادتي ، لم تخذلني أبدًا.
رأيت كيف يكون الإنسان مخلصًا لحلمه ،هكذا صرنا صديقتين دائمتا التواصل دون لقاء،أنغام ،الاسم الذي حمل النغم والأمل والمحبة،المخلصة للهدف والفن والحياة ، عزيزة النفس التى وهبت حياتها للفن والمحبة والمخلصين
صديقتي القوية ، رفيقة العمر والمشوار، أنتظرعودتك فلا تغيبى