فضيحة تسريبات مكتب نتنياهو: اعتقالات واتهامات تهدد إدارة الحرب على غزة ومصير الرهائن
كتبت نور يوسف
اعتقلت السلطات الإسرائيلية، يوم الأحد، متحدثاً سابقاً باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قضية تسريبات وثائق حساسة، وسط تساؤلات حول إمكانية تورط نتنياهو نفسه في هذا الملف. وتُشير التقارير إلى أن المشتبه به، إيلي فيلدشتاين، قام بتسريب معلومات سرية للصحافة، مما قد يهدد اتفاقات محتملة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
بعد رفع الحظر عن النشر من قبل محكمة الصلح في ريشون لتسيون، أُعلن عن اعتقال أربعة أشخاص آخرين، بينهم عناصر من أجهزة الأمن. وقد أثار هذا التطور قلقاً واسعاً في الأوساط السياسية، حيث أعرب زعيم المعارضة يائير لابيد عن أهمية القضية، معتبراً أنها تستدعي التحقيق في احتمال صدور أوامر من نتنياهو بشأن التسريبات.
في هذا السياق، نفت الحكومة الإسرائيلية ارتكاب أي مخالفات من قبل موظفي المكتب، حيث صرح نتنياهو بأنه لم يتلق أي معلومات عن الوثائق المسربة حتى تم نشرها في وسائل الإعلام. وبالمثل، اعتبرت هيئة البث الإسرائيلية أن التسريبات تثير مخاوف أمنية خطيرة، وقد تم فتح تحقيق من قبل جهاز الشاباك والجيش في سبتمبر/أيلول الماضي بعد نشر تقارير من صحيفتي “جويش كرونيكل” و”بيلد” الألمانية.
أظهرت الوثائق المسربة، وفقاً لأحد التقارير، أن زعيم حماس يحيى السنوار كان يُخطط لتهريب الرهائن إلى مصر عبر ممر فيلادلفيا. وقد أثارت هذه المعلومات جدلاً كبيراً، حيث اعتبرت محكمة الصلح أن نشر الوثائق قد يلحق “ضرراً جسيمًا بأمن الدولة”، ويؤثر سلباً على جهود تحرير الرهائن.
بينما كانت هناك ردود فعل عنيفة على التقارير المنشورة، تراجعت صحيفة “جويش كرونيكل” عن قصتها، مشيرة إلى عدم وجود أساس للوثيقة المعنية، بينما أكدت صحيفة “بيلد” صحة المعلومات في وقت سابق. كما انتقد مراقبون في وسائل الإعلام الإسرائيلية المقالات، معتبرين أنها قد تكون دعماً لمطالب نتنياهو وتبرئة له من الفشل في إدارة الأوضاع.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو يواجه تهم فساد في ثلاث قضايا منفصلة، وهو ما يزيد من تعقيد الموقف الحالي. وفي ضوء هذه الأحداث، يُعتبر أن قضية التسريبات الأمنية تتجاوز مجرد استغلال معلومات سرية، حيث يتهم البعض نتنياهو بمحاولة استخدام الأزمة لأغراض سياسية.
وبينما يُتهم نتنياهو بالتقصير، اعتبرت أوساط إعلامية أن التسريبات قد تعرقل جهود الإفراج عن الرهائن، مما أثار غضب عائلاتهم. وكما ورد في الصحافة الإسرائيلية، فإن أحد المعتقلين، وهو إيلي فيلدشتاين، لم يكن موظفاً رسمياً في مكتب نتنياهو، إلا أنه كان قريباً منه في العديد من الفعاليات والمناقشات الأمنية.