تحقيقات وتقارير

هروب بشار الأسد: خداع ومغادرة تحت جنح الظلام

 

 

كتبت نور يوسف 

كشفت وكالة “رويترز” عن تفاصيل الساعات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد قبل مغادرته دمشق متجهًا إلى موسكو، بعد انهيار حكمه واقتراب الفصائل المسلحة من العاصمة. ووفقًا لمصادر متعددة، لم يُطلع الأسد سوى عدد محدود جدًا من المقربين على خططه للفرار من سوريا، حيث عمد إلى خداع مساعديه ومسؤوليه وحتى أفراد عائلته.

 

وفي اجتماع يوم السبت بوزارة الدفاع السورية، ضم نحو ثلاثين من قادة الجيش والأمن، ألقى الأسد خطابًا أكد فيه وصول الدعم الروسي العسكري وحث قواته على الصمود، بينما كان يُحضّر سرًا لخروجه. غادر الأسد منزله مساء نفس اليوم متوجهًا إلى المطار، حيث أقلعت طائرته الخاصة فجر يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤. وبحسب مصادر أمنية، سافر الأسد تحت الرادار مع إيقاف أجهزة الإرسال الخاصة بالطائرة، متجنبًا اكتشافه من قبل المعارضين. كانت وجهته الأولى قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في اللاذقية، ومنها إلى موسكو، حيث كانت زوجته أسماء وأطفاله الثلاثة في انتظاره.

 

تركت خطة الأسد المفاجئة أفراد عائلته الموسعة دون حماية. شقيقه الأصغر، ماهر الأسد، قائد الفرقة الرابعة المدرعة، علم بالخطة متأخرًا وهرب بطائرة مروحية إلى العراق ومنها إلى روسيا. أما أبناء عمومته، إيهاب وإياد مخلوف، فحاولا الفرار بسيارة إلى لبنان، لكن كمينًا نصب لهم على الطريق أدى إلى مقتل إيهاب وإصابة إياد بجروح خطيرة. 

وبحسب تقارير دبلوماسية، زار الأسد موسكو في أواخر نوفمبر لطلب تدخل عسكري روسي واسع النطاق، لكن الكرملين رفض الاستجابة لدعواته، مما دفعه لاتخاذ قرار الهروب بنفسه. وتشير مقاطع فيديو من داخل منزل الأسد التُقطت بعد هروبه إلى مغادرته العاجلة، حيث أظهرت الطعام المطبوخ على الموقد وألبومات صور عائلية تركت خلفه.

 

أكد مساعدون ومسؤولون أن الأسد لم يقم بمحاولة “المقاومة الأخيرة”، بل ترك أنصاره في مواجهة مصيرهم بمفردهم. منذ مغادرة الأسد، شهدت دمشق حالة من الفوضى، مع تكثيف المتمردين لهجماتهم واستيلائهم على المنشآت الحكومية، ما يثير تساؤلات حول مستقبل سوريا في ظل غياب قائدها.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى