عام من الحرب .. غزة في حالة انهيار لن تدوم

كتبت/ فاطمة محمد
مر عام كامل منذ دمار إسرائيل الدامي ، الهجوم الذي أشعل فتيل حرب غزة المستمرة حتى اليوم
منذ ذلك الحين، تغيرت معالم قطاع غزة بشكل كبير، حيث يعاني السكان من آثار النزوح ونقص الموارد الأساسية وسط تدهور الوضع المعيشي بشكل حاد، مع غياب أي أفق لنهاية الحرب
القطاع في حالة شلل
مع نقص الوقود وارتفاع أسعاره بشكل جنوني، تراجعت حركة السيارات في قطاع غزة بشكل شبه كامل
السكان الآن يعتمدون على اقدامهم ، الدراجات الهوائية، أو العربات التي تجرّها الحمير كوسيلة للتنقل
حسام منصور، أحد سكان مدينة غزة البالغ من العمر 64 عامًا، يتحدث عن معاناته وهو يقف في شارع مليء بالركام
يقول منصور: “المعاناة كبيرة جدًا، لا توجد كهرباء أو مشتقات بترولية ، حتى الحطب غير متاح … نحن نعاني من نقص شديد في جميع أنواع الأطعمة”
وأضاف قائلاً: “هناك العديد من الأطعمة التي لم نذقها منذ عام كامل، وحتى الملابس التي فقدناها في قصف المنازل لم نستطع تعويضها حتى الآن’
عكست كلماته مدى الضغط النفسي والجسدي الذي يعيشه سكان القطاع المحاصر.
دمار شامل في البنية التحتية
وفقًا للأمم المتحدة، تأثرت البنية التحتية في غزة بشكل كارثي خلال الحرب
حوالي 92% من شوارع القطاع دمرت أو تضررت، بينما تأثرت أكثر من 84% من المنشآت الصحية، مما زاد من معاناة المرضى والمصابين
في ظل هذه الظروف، أصبحت الحياة في غزة شبه مستحيلة، حيث يجد السكان أنفسهم عاجزين عن الحصول على أبسط احتياجاتهم اليومية.
هجوم بري وزيادة في حالة الهلع
تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وآخرها هجوم بري مفاجئ في شمال القطاع يوم الأحد الماضي
المشهد هناك كان مرعبًا، حيث هرع الناس إلى الشوارع في حالة من الهلع، غير قادرين على أخذ أي شيء من منازلهم سوى أطفالهم
المشاهد المروعة للنيران والقذائف التي تطارد المدنيين تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي القطاع .
المقاومة مستمرة
رغم الحصار والقصف المستمر، تواصل حركة حماس المحاربة بشرق حيث يوم الاثنين، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، إطلاق دفعة من الصواريخ باتجاه تل أبيب، مما يعزز استمرار النزاع بين الجانبين
ومع استمرار هذا التصعيد، يبدو أن الوضع في غزة ماضٍ نحو مزيد من التعقيد إلى أن تصل فلسطين إلى نقطة تكون فيها حرة للأبد، وسط غياب أي حلول قريبة في الأفق.
عام من الحرب، ولا تزال المعاناة مستمرة في قطاع غزة
السكان يواجهون ظروفًا غير إنسانية في ظل غياب الدعم الدولي الفعال وحلول دبلوماسية
وبينما تستمر حرب الحق في مواجهة الباطل ، يستمر المدنيون العزل في حربهم مع الجوع و الإرهاق بصبر وعزم .. فـ لكل منا سلاحه وهم الأقوى بـ صبرهم .