الخرطوم تحت النار… معارك دامية وتصعيد عسكري غير مسبوق

كتبت نور يوسف
منذ فجر اليوم الخميس، تشهد العاصمة السودانية معارك ضارية لم تهدأ لحظة، بل ازدادت شراستها بشكل لافت. حيث عبرت قوات الجيش السوداني من مدينة أم درمان إلى الخرطوم، لتبدأ واحدة من أعنف المعارك البرية في المدينة.
المعارك تركزت بشكل خاص في وسط الخرطوم، وتحديدًا في منطقة السوق العربية والمقرن، حيث وصلت قوات الجيش عبر جسرين استراتيجيين. الحشود العسكرية نفذت ضربات قوية ضد قوات الدعم السريع، بدعم من المقاتلات الحربية والمدفعية الثقيلة.
وفقًا لمصادر عسكرية، فإن الجيش السوداني يخوض قتالًا شرسًا داخل العاصمة، وسط غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مختلف أنحاء المدينة. هذه المعارك العنيفة اندلعت منذ الثانية فجراً، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
الوضع في العاصمة اشتد بعد أن عبر الجيش من أم درمان والخرطوم بحري، لتندلع أعنف اشتباكات شهدتها المدينة منذ شهور، حيث سمع دوي الأسلحة الثقيلة والانفجارات في عدة مناطق، من بينها القيادة العامة وسلاح المدرعات وسلاح الإشارة.
وفي جنوب الخرطوم، استمرت الانفجارات وقصف المدفعية حتى ساعات الصباح الأولى، ما يعكس حجم التصعيد العسكري الذي تعيشه المدينة.
تأتي هذه التطورات بعد تحذيرات أممية من تفاقم الأوضاع. الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” أعرب عن “قلقه البالغ” من تصعيد النزاع، في حين وصفت الجمعيات الإنسانية الوضع بالجحيم الذي يعيشه المدنيون.
“غوتيريش” شدد خلال لقائه قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” في نيويورك على ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، بالإضافة إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. كما حذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين، “فيليبو غراندي”، من تدهور الوضع المأساوي في البلاد.
جدير بالذكر أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلع في ١٥ أبريل من العام الماضي، بعد خلافات حول توحيد القوات العسكرية والعودة إلى المسار الديمقراطي. منذ ذلك الحين، خلفت الحرب أكثر من ٢٠ ألف قتيل، ودمرت البنية التحتية بشكل كبير، وخرجت ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
مع تفاقم الأوضاع، نزح أكثر من ١٠ ملايين شخص داخل البلاد أو لجأوا إلى الدول المجاورة، وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة، فيما زادت السيول الأخيرة من سوء الوضع الصحي وانتشار الأوبئة.