حوارات صحفية

رحلة اكتشاف الفيلق: حوار مع المخرجة الشابة روان محمد

 

حوار / مريم عزت 

 

في عالم الأفلام الوثائقية، تأخذنا المخرجة الشابة روان محمد في رحلة فريدة نحو صفحات من التاريخ قد تكون غائبة عن الكثيرين. كطالبة في معهد الإسكندرية العالي للإعلام، قررت روان أن تسلط الضوء على “وقعة الفيلق” التي لم تُحظَ بالاهتمام الكافي. من خلال مشروعها، قدمت روان رؤية جديدة تجسد حقبة تاريخية مليئة بالتحديات والمآسي، ساعيةً لتعريف الجمهور بشخصيات وأحداث قد تبدو غريبة ولكنها جزء لا يتجزأ من تاريخنا. في هذا الحوار، نستعرض تفاصيل رحلتها الإبداعية.

1-ما الذي جعلك تختارين “وقعة الفيلق” كموضوع لفيلمك الوثائقي؟ وما الرسالة التي كنت ترغبين في إيصالها من خلاله؟

شعرت بأن هناك الكثير من الناس لا يعرفون تاريخهم، ولم يتحدث أحد عن الفيلق بشكل مفصل. لذلك، قررت أن أبحث بعمق عن الفترة التي عاشوا فيها، وأتعرف على هويتهم وما حدث لهم.

2: كيف تعاملتِ مع التحديات في البحث وجمع المعلومات عن هذه الوقعة؟ وهل كان هناك صعوبة في العثور على مصادر موثوقة؟

كانت المهمة صعبة للغاية، حيث لم يكن هناك أي شيء موثق لهم سوى صورة بسيطة. حتى اللقطات الأرشيفية كانت نادرة، والاهتمام كان موجهاً لأحداث أخرى مثل الحرب العالمية الأولى. بعد بحث طويل، اكتشفنا كتاب ” الفيلق المصري”، الذي جمع العديد من الوثائق عن تلك الفترة، ومن هنا بدأنا في التحضير للفيلم.

3: وأنتِ تنتجين الفيلم، كيف حافظتِ على التوازن بين الدقة التاريخية وبين تقديمه بطريقة تجذب المشاهد؟

حاولنا أن نعيش تفاصيل الفترة التي كانوا فيها، ونسلط الضوء على أدق التفاصيل، لكي يشعر المشاهد بأنه يعيش اللحظة.

4: ما هي العناصر الإبداعية التي أضفتِها لجعل “وقعة الفيلق” ليست مجرد قصة تاريخية، بل تجربة حسية للمشاهد؟

أضفنا لمسات من الديكور، والأسلحة، والملابس، مما ساعد في إدخال المشاهد إلى جو الأحداث، ليشعر وكأنه جزء منها.

5: كيف نَظمتِ عملية التصوير؟ وهل واجهتِ صعوبات في تصوير مشاهد مرتبطة بحدث عسكري قديم؟

كانت عملية التصوير على مدار يومين. قمنا ببناء ديكورات داخل استوديو، ولكن أصعب جزء كان التصوير الخارجي تحت الشمس لفترات طويلة. كنا نحاول السيطرة على كل الأمور، والحمد لله كل شيء مر بسلام.

6: هل قمتِ بإجراء مقابلات مع شهود أو مؤرخين لتعزيز الفيلم؟ وكيف أثرت هذه المقابلات على رؤيتك الإخراجية؟

نعم، أجرينا مقابلات مع خبير اقتصادي ودكتورة في التاريخ. كانت آراؤهم ضرورية لتعزيز مصداقية الفيلم وإثراء المحتوى.

7: كطالبة إعلام، كيف ساهم هذا الفيلم في تطوير مهاراتك؟ وما هي أصعب التحديات التي واجهتها خلال الإنتاج؟

كل خطوة كنت أقوم بها كانت تعلمّني شيئًا جديدًا. استشارتي للدكتورة شيرين جمال المصري كانت مفيدة جدًا، حيث قدمت لنا أفكارًا ودعمتنا في رحلتنا.

8: ما كان رد فعل الجمهور عند مشاهدة الفيلم لأول مرة؟ وهل كانت هناك تعليقات أو ردود أفعال لم تكوني تتوقعينها؟

“ الجمهور أحب الفيلم، وكانت جميع التعليقات إيجابية. لم نري أي تعليقات سلبية، وهذا كان محفز جدًا لنا.

 

 

9: كيف ترين تأثير فيلمك في زيادة الوعي بوقعة الفيلق كجزء من تاريخنا؟

من المهم أن يعرف الناس تاريخهم، وأن يفهموا من هم الفيلق وما حدث لهم. الأفلام الوثائقية تلعب دورًا كبيرًا في تغيير الفهم العام للأحداث التاريخية.

10: بعد هذا المشروع، ما هي خططك المستقبلية في مجال الإخراج؟

حاليًا نعمل على مهرجان الإسكندرية السينمائي ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي. آمل أن أجد فرصًا جديدة لاكتشاف مواضيع متنوعة.

11: كيف استفدتِ من دراستك في الإعلام في توجيه رؤيتك الإخراجية للفيلم؟

الدراسة منحتني معلومات قيمة جدًا. المعهد يدعمنا في كل شيء، وهذا كان له تأثير كبير على المشروع.

12: ما نصيحتك لطلاب الإعلام الذين يرغبون في خوض تجربة الإخراج، خصوصًا في الأفلام الوثائقية التاريخية؟

عليهم أن يعملوا علي تطوير ذاتهم، وأن يستفيدوا من كل معلومة ممكنة. التجربة هي أفضل معلم.

في ختام هذا الحوار، نجد أن روان محمد ليست مجرد طالبة، بل هي رائدة شغف بالتاريخ والرؤية الفنية، تسعى لإحياء الذاكرة الجماعية من خلال أفلامها الوثائقية.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى