محمد رمضان وبرنامج “مدفع رمضان”: بين استغلال الفقراء وصناعة الوهم
كتب أحمد سالم
محمد رمضان، النجم الذي طالما أثار الجدل، يعود مرة أخرى إلى الواجهة ببرنامج “مدفع رمضان”، وهو برنامج ترفيهي يدّعي أنه يساعد المحتاجين من خلال منحهم مبالغ مالية في مسابقات عشوائية، لكن هل هو فعلًا عمل خيري أم مجرد استغلال جديد لمعاناة البسطاء؟
التجارة بأحلام الفقراء
البرنامج، في ظاهره، يبدو كمبادرة خيرية، لكنه في حقيقته استثمار مربح لرمضان وشركات الإعلانات، حيث يجذب المشاهدين بأحلام الربح السريع، بينما يستغل حاجتهم لجذب أكبر عدد من الإعلانات، المحتوى لا يهدف إلى دعم المحتاجين بكرامة، بل يعرض فقرهم وضعفهم أمام ملايين المشاهدين، محولًا العوز إلى مادة ترفيهية يستفيد منها بالشهرة والأرباح.
الخير لا يحتاج إلى كاميرات
من يريد أن يعمل الخير، يفعله في السر، لا أمام الكاميرات. النبي محمد (ﷺ) قال: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله…” وذكر منهم: “رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.” إذًا، لماذا يُصوَّر الفقراء وهم يتوسلون للحصول على المال؟ هل هو تذكير بمعاناتهم أم وسيلة لترسيخ صورة “رمضان الخير”؟
هل نسينا الطيار الراحل؟
رمضان الذي يقدّم نفسه كرجل الخير، هو نفسه الذي تسبب في أزمة الطيار أشرف أبو اليسر، عندما نشر فيديو من داخل قمرة القيادة، مما أدى إلى فصله من العمل وحرمانه من مصدر رزقه حتى وفاته، لم يتراجع رمضان أو يعتذر بصدق، بل دخل في معارك قضائية وكأن حياته أهم من حياة الطيار وأسرته، فكيف يمكننا تصديق نواياه “الخيرية” الآن؟
رمي الدولارات والاستهزاء بالمال
الأمر الأكثر تناقضًا، أن نفس الشخص الذي يظهر في البرنامج كرمز للعطاء، هو نفسه الذي استعرض سابقًا رمي الدولارات في حمام السباحة بطريقة مستفزة، وكأنه يستهزئ بقيمة المال، بينما هناك أشخاص يحلمون بالحصول على القليل منه ليعيشوا حياة كريمة، فكيف يمكن أن يُصدق المشاهد أن هذا الشخص يهتم بالفقراء حقًا؟ إذا كان يملك هذا الكم من الأموال، فلماذا لا يتبرع بها بصمت بدلاً من استخدامها كأداة لخلق الإثارة والجدل؟
برنامج “مدفع رمضان” ليس عملاً خيريًا، بل مشروع استثماري جديد يهدف إلى ترسيخ صورة محمد رمضان كمُنقذ للفقراء، بينما يحقق من ورائه أرباحًا هائلة، المساعدات الحقيقية لا تحتاج إلى أضواء الكاميرات، ومن يملك المال ويريد الخير، يمكنه التبرع في صمت دون إذلال المحتاجين على شاشات التلفاز.
