الطريق إلى فلسطين
كتبت الشاعرة والإعلامية الفلسطينية د.أحلام ابو السعود رئيس مبادرة أسرة فلسطين وطن ومنتدى العروبة تجمعنا
الطريق إلى تحرير فلسطين طويل يحتاج للكثير من التضحيات، وبذل الغالي، والنفيس وما يحصل في غزة اكبر دليل على الصمود الأسطوري المنقطع النظير، والتحدي في وجه المعتدين الغاصبين للأرض والعرض، الجاثمين على صدورنا منذ عام 1948… ولو رجعنا إلى الماضي الأليم منذ النكبة حتى الآن لوجدنا أن الخسائر الكبيرة التي تكبدتها دولة الكيان الصهيو،ني في حرب طوفان الأقصى تفوق الخسائر التي منيت بها هذه الدولة اللقيطة منذ أكثر من ستة وسبعون عاما، ولهذا السبب تجدها تنتقم من أهل غزة وترتكب في حقهم أبشع المجازر، والمذابح، وهذا ليس بجديد على هذا الكيان النازي،الفاشي حيث أنه يجسد غريزته الإنتقامية التي تعودنا عليها منذ مذبحة دير ياسين وكفر قاسم وقانا وصبرا وشاتيلا…إلخ وصولا إلى مذابح غزة التي لم يشهد مثلها التاريخ على مر العصور، وكل هذا لتتفادى هزيمتها في السابع من أكتوبر المجيد عام 2023 والذي مرغت فيه المقاومة الفلسطينية أنف إسرائيل في التراب، وكسرت جيشها وسحقته في الأرض، وقضت على كتيبة غزة الصهيونية بالكامل، وقتلت الآلاف من الجنود، وجرحت عشرات الآلاف، وأسرت المئات، وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر مثلما قهر في السادس من أكتوبر عام 1973 على يد الجيش المصري بمشاركة الجيوش العربية كما انهار الإقتصاد الإسرائيلي، وشرد المستوطنون من جنوب البلاد، وشمالها إلى وسط البلاد كما حصل مع أهل غزة.
قال تعالى في كتابه الكريم « وإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون» هم يرجون الدنيا ونعيمها ونحن نرجو مرضاة الله، وجنة عرضها السموات، والأرض أعدت للمتقين.
شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار هذه هي عقيدتنا لهذا نهنيء شهداءنا الذين قضوا بالفردوس الأعلى من الجنة، ونتمنى أن نلحق بهم في عليين. لهذا رأينا، ورأى العالم الصمود الأسطوري لأهل غزة ونخص بالذكر اهلنا في جباليا وبيت لاهيا وتل الزعتر والشيخ زايد وكل مخيم وحارة وزقاق في شمال غزة العزة الذي يتمسك بأرضه ويرفض النزوح بالرغم من ضرب المدافع والطائرات الحربية والزوارق البحرية ويفضلون الشهادة على النزوح .
هذا هو شعب الجبارين الأبطال، البواسل الذي نفخر بأننا أحد أبنائه، وهذا وطننا الذي نفتديه بأنفسنا، وأبنائنا، وأهلنا، وأموالنا، ولا نفرط في حبة تراب من أرضه ولو قتلنا جميعا.
يسألني أحدهم عن المقاومة الفلسطينية وتعدد الأحزاب والفصائل في فلسطين وأجيبهم بكل فخر واعتزاز: فصائلنا، وأحزابنا تختلف عن غيرها، فنحن وإن اختلفت فصائلنا، فإنها تنسى خلافاتها، وتكون في الميدان على قلب رجل واحد وفي غرفة عمليات مشتركة من كل الفصائل لمواجهة العدو الغاصب، فهنالك وطن محتل من عدو سارق للأرض، ويجب محاربته بكل الوسائل الممكنة حتى خروجه منه، ولو كلفنا ذلك أرواحنا جميعا.
نحن لا ننظر للفصائل، والأحزاب إلا بنظرة واحدة كلها فصائل وأحزاب وطنية من أجل تحرير فلسطين، وإن اختلفنا في الآراء، وتعددت الوسائل فهدفنا واحد، وهو تحرير فلسطين، كل فلسطين من نهرها إلى بحرها ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش وعاصمتها القدس الشريف
الشاعرة والمناضلة الفلسطينية
أحلام أبو السعود غزة/فلسطين