أخبار فلسطين
أخر الأخبار

الغرب يتكلم.. وغزة تحتضر: 27 دولة تطالب بوقف فوري للحرب…من ينقذ غزة

 

كتبت نور يوسف

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ووصول الجوع إلى مستويات وصفت بـ”الكارثية”، أصدرت 27 دولة غربية ، من بينها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بيانًا مشتركًا يوم الإثنين 21 يوليو، دعت فيه إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار، محذرة من التصعيد المستمر ومعاناة المدنيين المتفاقمة.

 

البيان، الذي اعتُبر من أقوى المواقف الصادرة عن حلفاء غربيين لإسرائيل، شدد على ضرورة توحد المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع الدموي. وقال وزراء خارجية الدول الموقعة إن “معاناة المدنيين في غزة بلغت مستويات لا يمكن السكوت عنها”، وأدانوا بشدة استهداف المدنيين خلال محاولتهم الحصول على احتياجاتهم الأساسية من غذاء وماء، مشيرين إلى أن أكثر من 800 فلسطيني لقوا حتفهم أثناء سعيهم للحصول على المساعدات.

 

كما حمّل البيان إسرائيل مسؤولية تفاقم الكارثة، منتقدًا رفضها المستمر لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، في وقت يعاني فيه السكان من المجاعة وسوء التغذية وانهيار البنى التحتية.

 

رغم أن البيان جاء من دول تُعد من أقرب حلفاء إسرائيل، إلا أن كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل رفضتاه بشكل قاطع. فقد وصفت الخارجية الإسرائيلية البيان بأنه “منفصل عن الواقع”، مدعية أن حركة حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب.

 

من جهته، هاجم السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، البيان عبر منصة “إكس”، ووصفه بأنه “مقزز”، منتقدًا تجاهل ما أسماه “وحشية حماس”، على حد تعبيره.

 

وبحسب مراقبين، فإن مثل هذه الإدانات الدولية، مهما اتسعت، لن تكون كافية لإنهاء الحرب دون تغيير في موقف الولايات المتحدة، التي استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ست مرات منذ أكتوبر 2023، لمنع أي قرار يُنهي العدوان على غزة.

 

في المقابل، لقي البيان ترحيبًا عربيًا واسعًا، خاصة من مصر والسعودية. فقد أكدت القاهرة دعمها الكامل لما ورد في البيان، خصوصًا رفضه تهجير الفلسطينيين أو إقامة ما يسمى بـ”مدينة إنسانية” لنقلهم إليها، معتبرة ذلك انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني. كما نددت بالتوسع الاستيطاني والعنف المتزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية.

من جهتها، أكدت المملكة العربية السعودية دعمها لمطالبة الدول الغربية بوقف الحرب على غزة فورًا، ورفع جميع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية، مع رفضها أي محاولات لتغيير التركيبة السكانية في الأراضي المحتلة.

 

على الأرض، تتواصل معاناة السكان في قطاع غزة وسط انهيار شبه كامل للأوضاع المعيشية. الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب عن “جزعه العميق” من تدهور الأوضاع، قائلاً إن “آخر شرايين الحياة في غزة تنهار”، في إشارة إلى تراجع الخدمات الأساسية وغياب الغذاء والماء الآمن.

 

برنامج الأغذية العالمي أكد في تقرير له أن الأوضاع الإنسانية بلغت مستوى “غير مسبوق”، مشيرًا إلى أن ما لا يقل عن 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يُحرم آلاف الفلسطينيين من الطعام لأيام متتالية.

 

من جانبها، حذّرت منظمة اليونيسف من أن “الناس يموتون من الجوع”، وأن الوضع الغذائي للأطفال بات مأساويًا، في ظل غياب الماء والغذاء والمساعدات، التي تعيقها الإجراءات الإسرائيلية وتُعرض منتظريها للخطر.

وسط صرخات الجوع والموت…يبقى السؤال مفتوحًا: هل ينجح هذا البيان في وقف المذبحة؟ هل يكسر جدار الفيتو الأمريكي؟ هل يُسمع أخيرًا صوت غزة؟ وهل آن أوان استيقاظ ضمير المسلمين والعرب؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى