أخبار فلسطين
أخر الأخبار

تصاعد المفاوضات وسط تناقضات إسرائيلية.. خرائط ميدانية تكشف نوايا تل أبيب في غزة

 

كتبت/ فاطمة محمد 

يواصل رئيس الوزراء نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، إطلاق التصريحات حول مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي تُجرى حاليًا في قطر، مما يفتح باب التساؤلات حول نواياه الحقيقية في هذه المرحلة الحرجة من الحرب على غزة.

 

وقال نتنياهو إنه سيوافق فقط على “صفقة جيدة”، رافضًا ما وصفه بـ”الصفقات السيئة”، مشددًا على ضرورة أن تكون غزة تحت حكم من “لا يسعون لتدمير إسرائيل”.

 

وتأتي تصريحاته في وقت كشفت فيه صحيفة يديعوت أحرونوت نقلًا عن مصادر أمريكية، أن ترامب “سئم من استمرار الحرب”، لكن نتنياهو استطاع كسب المزيد من الوقت، وهو ما اعتبرته مصادر دلالة على المماطلة السياسية.

 

وتتركز المفاوضات الحالية بين وفدي المقاومة الفلسطينية وإسرائيل على ترتيبات إعادة الانتشار، خصوصًا الخرائط المقترحة لمواقع القوات الإسرائيلية داخل غزة، وسط محاولات حثيثة من الوسطاء لسد الفجوات المتبقية وتحقيق تقدم قبل انهيار التهدئة.

 

نتنياهو ادعى في تصريحات سابقة أنه وافق على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وأيضًا على النسخة المعدلة التي قدمها الوسطاء، لكنه اتهم حركة حماس برفض كليهما

ومع ذلك، يواصل تمسكه بشروط تشمل إعادة الأسرى وتفكيك حركة حماس، مما يعقّد الوصول لأي اتفاق نهائي.

 

من جانبه، يرى الباحث السياسي سعيد زياد أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعبّر عن ذرائع تُمهّد لفرض حكم عسكري على غزة، وربما التمهيد لتهجير السكان

وأشار إلى أن “المفاوضات تُستخدم كغطاء لإعادة رسم الوقائع على الأرض”، وخاصة في ظل تقديم خرائط إسرائيلية جديدة تقلّص وجود الجيش في الجنوب مقابل تعزيز السيطرة على مناطق حيوية شمالاً.

 

ووفق تسريبات لموقع أكسيوس، عرضت إسرائيل خرائط تُبقي قواتها داخل شريط ضيق شمال محور فيلادلفيا المحاذي للحدود مع مصر، بمساحة لا تتعدى كيلومترين، بينما تنسحب من مناطق جنوبية غير ذات أهمية استراتيجية.

 

وتراجعت سيطرة الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة من 36% إلى 28% خلال الأسابيع الأخيرة، لكن المناطق التي بقيت تحت الاحتلال تشمل مواقع استراتيجية، لا سيما شارع صلاح الدين، وهو ما تعتبره المقاومة استمرارًا للاحتلال.

 

وفي قراءة للمشهد، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي إن نتنياهو لم يُبد أي تغيير جوهري في موقفه، إذ طالما تحدث عن “هدنة مؤقتة” وليس “وقف دائم”، مؤكدًا أن تركيزه كان دائمًا على استعادة الأسرى، لا على إنهاء الحرب.

 

وأضاف أن ما يقلق نتنياهو فعليًا هو أن تفضي الضغوط الأمريكية إلى اتفاق جزئي يُعيد ترتيب المشهد الإقليمي ويقود إلى إنهاء الحرب دون القضاء على حماس، مما دفعه للقاء شركائه المتطرفين بن غفير وسموتريتش لطمأنتهم والبقاء ضمن معادلة التوازن الحكومي.

 

وبينما تسعى إسرائيل لتثبيت آلية مساعدات تُدار عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” ومخطط لما يسمى “المدينة الإنسانية” في رفح، ترى المقاومة أن هذه التحركات مقدمة لتهجير منظم للفلسطينيين، ورفضت أي صيغة لا تشمل وقفًا شاملًا للحرب وانسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية.

 

ويقول الباحث زياد إن المقاومة تدير المعركة بسياسة “اقتصاد القوة”، وتخوض حرب استنزاف تُكبّد الاحتلال خسائر مستمرة، وهو ما يجعل “الوقت من دم”، سواء للفلسطينيين أو للاحتلال نفسه.

 

وبحسب تحليلات متقاطعة، فإن تل أبيب لم تعد تملك خيار الحسم العسكري ولا القدرة على فرض وقائع سياسية دائمة داخل غزة، في ظل تصاعد كمائن المقاومة وضرباتها النوعية، ما يجعل خيار التهجير الجماعي أقرب ما يكون إلى مشروع بديل للهروب من الفشل

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى