وفاة الإعلامية ليلى رستم.. أيقونة الإعلام التي جمعت بين سحر الشاشة ووهج التاريخ

كتبت نور يوسف
أعلن الإعلامي “محمد حلمي البلك”، المذيع بالتلفزيون المصري، عبر حسابه على موقع “فيس بوك”، عن وفاة الإعلامية الكبيرة “ليلى رستم” عن عمر يناهز ٨٨ عاما، ابنة شقيق الفنان الراحل “زكي رستم”، وابنة المهندس “عبدالحميد بك رستم”. يُشيع جثمان الراحلة من مسجد مصطفى محمود عقب صلاة عصر اليوم الخميس.
نشأت ليلى رستم في أسرة فنية وأكاديمية مرموقة، حيث كان عمها الفنان الكبير “زكي رستم” الذي حال دون دخولها عالم التمثيل بعدما شاهدها على خشبة المسرح بالجامعة الأمريكية أثناء دراستها. ورغم ذلك، شقت طريقها في الإعلام وبرزت فيه. شقيقها “نبيل رستم” كان طيارًا، لكنه توفي عام ١٩٦٣ في حادث سقوط طائرة أثناء طيرانها فوق المحيط الهندي، ما أسفر عن وفاة جميع ركابها.
تزوجت “ليلى” من رجل الأعمال “حاتم الكرداني” الذي هاجر إلى بيروت بعد قرارات التأميم في مصر، وهو ما دفعها إلى ترك التليفزيون ومرافقته. ومع ذلك، عادت إلى مصر عام ١٩٨٠ لتستأنف مسيرتها الإعلامية ببرنامج “قمم”، حيث استضافت فيه رموز المجتمع المصري مثل الدكتور مصطفى محمود والفنان يوسف وهبي.
بدأت ليلى رستم مسيرتها في التلفزيون المصري قبل انطلاق بثه الرسمي عام ١٩٦٠، وكانت واحدة من أبرز الإعلاميات في تاريخ التلفزيون العربي واشتهرت بلقب “أيقونة ماسبيرو” و “صائدة المشاهير”. قدمت خلال مسيرتها برنامجها الشهير “نجمك المفضل”، الذي استضافت خلاله أكثر من ١٥٠ شخصية بارزة، منهم محمد عبد الوهاب، فاتن حمامة، طه حسين، يوسف السباعي، إحسان عبد القدوس، وعمر الشريف.
عملت ليلى أيضًا كمراسلة لمجلة “الحوادث”، حيث غطت أحداث الحرب الأهلية اللبنانية، كما عملت في جريدة “الهيرالد تريبيون” لمدة ٢٠ عامًا.
ليلى رستم لم تكن مجرد إعلامية بارزة، بل رمزًا للتفاني والإبداع في الإعلام المصري. فقد حفرت اسمها في الذاكرة الجماعية من خلال لقاءاتها مع عمالقة الفن والأدب، وتركت إرثًا فنيًا وثقافيًا سيظل حيًا في قلوب محبيها.