مقالات
أخر الأخبار

ترامب في الخليج.. والسفارة الإسرائيلية مرفوضة في مصر: مين اللي باع؟

 

كتب أحمد سالم

في الوقت الذي تقف فيه مصر بثبات، رافضة اعتماد سفير إسرائيل، ومانعة وجوده على أرضها، دفاعًا عن كرامة الأمة ومبادئها، تتسابق بعض الدول العربية الأخرى في مشاهد محزنة من التملق والتهافت أمام من لا يحترمهم، المفارقة المؤلمة أن هذه الدول نفسها لا تتردد في إلقاء اللوم على مصر، وتطالبها أن “تحارب” وحدها وتدفع الثمن السياسي والاقتصادي وحدها، بينما هم يغرقون في بحر من المصالح والصفقات.

زيارة ترامب: هدايا وصفقات وركوع سياسي

في لحظة كان العالم يتابع فيها زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دول الخليج، شاهدنا مسرحية كاملة من الهدايا الفاخرة والولائم الباذخة، التي لا تُقدم إلا لمن يُعتبر “سيد القوم” في أعينهم، كيف يُعقل أن يُستقبل رئيس دولة مارست أبشع أشكال التمييز والدعم الأعمى لإسرائيل بهذه الحفاوة، بينما يتم شيطنة مصر عند أول موقف شريف تتخذه دفاعًا عن الكرامة العربية؟

الإمارات… أغلقت مسجدًا من أجل ترامب!

إنها واحدة من أبشع صور الذل، عندما تُغلق بيوت الله في وجوه المؤمنين، فقط لأن “ضيفًا” لا يحترم الإسلام جاء لزيارتكم، ما الذي يدفع دولة مثل الإمارات إلى إغلاق مسجد ليوم كامل فقط من أجل ترتيب زيارة ترامب؟ أي رسالة يتم إرسالها للعالم الإسلامي؟ وأي تبرير يمكن أن يُقنع مسلمًا واحدًا بهذا الفعل؟

ثم تُتهم مصر بأنها “المتآمرة”!

العجيب أن كل هذا النفاق والتخاذل يتم تمريره تحت عباءة “مصر هي المتآمرة”، و”مصر يجب أن تحارب”، وكأن الأمة العربية وكل دولها أصبحت مجرد متفرج، والمطلوب من القاهرة أن تخوض المعارك وحدها، سياسيًا وعسكريًا، بينما تُطبع العواصم الأخرى وتتصافح مع العدو وتُقيم له الولائم.

كفى نفاقًا!

مصر لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية، ولا عن كرامة الأمة، لكنها ترفض أن تكون شماعة يُعلَّق عليها فشل الآخرين، من أراد أن يدافع عن القدس، فليبدأ من عواصمه، من سياساته، من تجارته، من تطبيعه، كفى نفاقًا، وكفى تحميل مصر فوق طاقتها.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى