
كتبت / رنيم علاء نور الدين
سناء، أرملة تعيش بمفردها في شقة بالطابق الخامس. منذ وفاة زوجها، لم تعد تخرج كثيرًا، تقضي أغلب وقتها في الصمت، ومراقبة الشارع من خلف ستارة غرفة النوم. في بداية شهر يناير، بدأت تسمع طرقًا خفيفًا على الباب كل ليلة… عند الثانية فجرًا بالضبط.
لم يكن هناك أحد في الخارج، ولا أي صوت في المبنى. ومع مرور الأيام، أصبح الطرق أعلى، وأقرب… حتى صار يُسمع من داخل الشقة نفسها.
في الليلة العاشرة، وضعت سناء كرسيًا خلف الباب وجلست في انتظار الطارق. وفي الساعة الثانية، سمعته. دقات منتظمة، ثلاث طرقات. فتحت الباب دفعة واحدة… ولم يكن هناك أحد. لكنها شعرت بتيار هواء بارد يمر بجانبها ويدخل الشقة.
في اليوم التالي، اتصل بها ابنها ليطمئن، لكنها لم تجب. وعندما حضر ليطمئن بنفسه، وجد الباب مفتوحًا، وأمه جالسة على الكرسي… متيبّسة، وجهها مائل نحو الباب، وعيناها مفتوحتان، وفي يدها ورقة مكتوب عليها: “أنا فتحت… وهو دخل.”