قمة عربية طارئة في القاهرة لبحث مستجدات القضية الفلسطينية

بقلم – سفيرة السلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية د. أحلام أبو السعود

عُقدت اليوم في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر قمة عربية طارئة برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابةً لطلب دولة فلسطين، في ظل التصعيد المستمر ضد الشعب الفلسطيني والتطورات الميدانية التي تهدد بتهجير قسري واسع النطاق، خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية. القمة شهدت حضور عدد من القادة والزعماء العرب، كما تم التأكيد على الموقف العربي الموحد لدعم القضية الفلسطينية ورفض محاولات تصفية حقوق الشعب الفلسطيني.

كلمات القادة والزعماء

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: في كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس السيسي أن مصر ستظل دائمًا في طليعة الجهود الرامية إلى دعم الشعب الفلسطيني والحفاظ على حقوقه المشروعة. كما أشار إلى أن العدوان على قطاع غزة لم يستهدف فقط تدمير البنية التحتية، بل كان يهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسريًا، وهو ما تسعى مصر للوقوف ضده. كما شدد على ضرورة تحرك العالم العربي بشكل جماعي لدعم فلسطين في كافة المحافل الدولية.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس: أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أن فلسطين تمر بأوقات صعبة جراء التصعيد الإسرائيلي، موضحًا أن الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب في قطاع غزة والضفة الغربية تتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي. كما طالب بموقف عربي حازم يضمن وقف الاعتداءات وحماية الشعب الفلسطيني في أرضه، مشيرًا إلى أن رفض الاحتلال الإسرائيلي للمفاوضات السلمية يعكس تعنتًا في فرض سياساته الأحادية التي تتنافى مع القوانين الدولية. شدد عباس على ضرورة أن تظل القضية الفلسطينية في صدارة القضايا العربية وأن تبقى عروبة القدس شامخة كما كانت عبر العصور.

الرئيس السوري أحمد الشرع: أوضح الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمته أن ما يحدث في فلسطين ليس مجرد صراع عسكري بل هو صراع وجودي يستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه. ودعا العالم العربي والمجتمع الدولي إلى تكثيف الدعم السياسي والإنساني لفلسطين، مشيرًا إلى أن سوريا تساند دائمًا الشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق حقوقه. كما أضاف أن سوريا ستظل ترفض أي محاولات لفرض حقائق جديدة على الأرض تسعى لتصفية القضية الفلسطينية.

ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة: أكد ملك البحرين في كلمته على موقف بلاده الثابت من دعم القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين من خلال حل الدولتين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة. وأشار إلى أن بلاده ستستمر في تقديم الدعم لفلسطين سواء على المستوى السياسي أو الإنساني، داعيًا إلى تجنب التصعيد العسكري والتركيز على إيجاد حل دائم ومستدام للصراع.

كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، محذرًا من تداعيات هذه الانتهاكات على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لضمان احترام القانون الدولي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان. وأكد على ضرورة توفير حماية دولية للفلسطينيين في ظل الظروف القاسية التي يواجهونها، بما في ذلك ضرورة تمكينهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية دون أي عوائق.

كلمة أحمد أبو الغيط (أمين عام جامعة الدول العربية): ألقى أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة أكد فيها على أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات العمل العربي الجماعي. وأشاد بدور الدول العربية في دعم فلسطين، مشددًا على أن الحل العادل والدائم لن يكون إلا عبر تحقيق السلام القائم على حل الدولتين وقرارات الأمم المتحدة. كما دعا أبو الغيط إلى تكثيف الجهود لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا على أن الجامعة العربية ستظل داعمة للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.

أبرز مخرجات القمة

1. رفض التهجير القسري: أكد القادة العرب على رفضهم القاطع للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مطالبين المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فاعلة لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة. وأكدوا على أهمية تعزيز الدعم العربي لفلسطين في مواجهة هذه السياسات.

2. إعادة إعمار غزة: تم التوافق على دعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة بعد الدمار الكبير الذي لحق به جراء العدوان الإسرائيلي، مع التأكيد على ضرورة ضمان بقاء السكان في أراضيهم وعدم استخدام المساعدات الإنسانية كأداة للضغط السياسي. القادة أكدوا أيضًا على أهمية دعم عملية الإعمار في إطار من التعاون العربي والدولي.

3. حل سياسي دائم: توافق القادة العرب على دعم الحل السياسي القائم على قرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية للسلام، مؤكدين على ضرورة دعم الفلسطينيين في حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

4. وقف إطلاق النار: تم التأكيد على ضرورة استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، مع إيجاد آلية واضحة لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في ظل تدهور الوضع الإنساني هناك.

الموقف العربي الموحد

خلال القمة، تم التأكيد على أهمية توحيد الموقف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. كما تم الاتفاق على اتخاذ خطوات قانونية ودبلوماسية على المستوى الدولي لمواجهة أي محاولات لتصفية الحقوق الفلسطينية أو فرض حلول أحادية على الأرض.

وختاما إن القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة جاءت لتؤكد من جديد على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للعالم العربي. لم يتوقف دعم الدول العربية لفلسطين عند الكلمات، بل تجسد في مواقف وقرارات قوية تعكس وحدة المصير وتكامل الجهود من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.