المرأة الفلسطينية.. صمود وتضحية في يومها العالمي

بقلم سفيرة الإعلام العربي الشاعرة الفلسطينية د.أحلام أبو السعود رئيس ومؤسس مبادرة أسرة فلسطين وطن، ومنتدى العروبة تجمعنا

في الثامن من مارس (آذار) من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، تكريمًا لدورها العظيم في بناء المجتمعات ودفع عجلة التنمية. فهو يومٌ يُسلط فيه الضوء على إنجازات النساء في مختلف المجالات، ويُجدد العهد بمواصلة النضال من أجل تحقيق المساواة والعدالة. إلا أن هذا اليوم يحل على المرأة الفلسطينية وهي تواجه واقعًا مريرًا تفرضه آلة الحرب الإسرائيلية، حيث تتحول مظاهر الاحتفال إلى لحظات حزن وألم لفقدان الأحبة.

المرأة الفلسطينية.. صمود في وجه النكبات

فمنذ نكبة 1948، تحملت المرأة الفلسطينية أعباء التهجير القسري وفقدان الأرض، وكانت الأم الحاضنة، والمربية التي حفظت الهوية الوطنية من الاندثار. عبر العقود، وقفت إلى جانب الرجل في مقاومة الاحتلال، مسجلة حضورًا بارزًا في العمل النضالي، سواء في الداخل أو في مخيمات اللجوء.

رغم المعاناة، لم تتخلَّ المرأة الفلسطينية عن دورها، فكانت الأسيرة والشهيدة والجريحة. ومنذ احتلال عام 1967، اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية، يتعرضن لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في السجون الإسرائيلية .

الحرب على غزة.. مأساة بلا حدود

ففي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، كانت النساء في الصفوف الأولى من ضحايا الحرب. وفقًا للإحصائيات الأخيرة، بلغ عدد الشهيدات الفلسطينيات أكثر من 13,000 شهيدة، بينما أُصيبت آلاف النساء بجروح خطيرة، وأصبحت العديد منهن يعانين من إعاقات دائمة. كما أن آلاف النساء أصبن بالأمراض المعدية والخطيرة نتيجة الظروف الصحية المتدهورة، مع استمرار الحصار وانهيار المنظومة الطبية.

المرأة الفلسطينية.. صمود رغم الألم ورغم الجراح، فلا تزال المرأة رمزًا للقوة والعزيمة، تتحمل أعباء فقدان الأبناء والأزواج، وتقف صامدة في وجه الاحتلال، حاملة رسالة الحرية والكرامة.

في يوم المرأة العالمي، نوجه تحية إجلال وإكبار للمرأة الفلسطينية التي تُسطّر أسمى معاني التضحية، وتظل رمزًا مشرقًا للنضال والصمود. كل عام وأنتن تاجٌ على رؤوسنا، كل عام وأنتن بألف خير.

“إن المرأة الفلسطينية ليست مجرد امرأة… بل هي وطنٌ يُقاوم ويُولد من جديد.”