أهل غزة يفطرون في الظلام بعد قطع إسرائيل للكهرباء عن القطاع

كتبت/ فاطمة محمد
في غرفة نصف مضاءة بوهج الشموع، يجلس أحمد النجار، وهو فلسطيني من بلدة جباليا شمال غزة، مع أسرته حول مائدة الإفطار قبل أذان المغرب بقليل، في مشهد أصبح مألوفًا منذ أن قطعت إسرائيل الكهرباء عن القطاع، مما حوّلها إلى مورد نادر للسكان.
في 9 مارس، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، قرار قطع الكهرباء عن غزة، التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، كجزء من الضغوط على حركة حماس لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين
وجاء القرار بعد أسبوع من وقف جميع الإمدادات الإنسانية للقطاع، ما أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
ويواجه سكان غزة أوضاعًا قاسية خلال شهر رمضان، حيث يصومون طوال النهار ثم يفطرون في ظلام دامس على مياه غير صالحة للشرب وطعام غير صحي
يقول النجار: “نتناول السحور والفطور في ظلام دامس، ولا كهرباء ولا غاز ولا مياه صالحة لدينا. كيف يمكن أن نستيقظ في الليل لإعداد السحور بعد إشعال النيران في ظل نقص الحطب وانعدام الغاز؟”.
ويواجه الفلسطيني زكريا خضر، من بلدة جباليا أيضًا، المعاناة ذاتها، حيث يستيقظ في الليل لتحضير وجبة السحور على أضواء الشموع، مما يزيد من خطر اندلاع الحرائق في المنازل. ويقول: “ألا يكفي ما تعرض له سكان القطاع من قتل ودمار؟ الكهرباء أساسية لكل تفاصيل حياتنا، حتى ضخ المياه يعتمد عليها”.
ويُحذر أهالي القطاع من أن استمرار انقطاع الكهرباء والمياه يفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في ظل تواصل الحصار والعمليات العسكرية، مما يجعل الحياة اليومية في غزة أكثر صعوبة خلال شهر الصيام.