المرأة الفلسطينية.. أيقونة الصمود

بقلم سفيرة السلام
د. أحلام أبو السعود
يا منْ يَهـابُ الصخرُ صَلـبَ إبائِها
وتـهـونُ عندَ ثباتِها أعتـابُها
هيَ أمُّ شعبٍ لا يُطـأطِـئُ هامَهُ
جورُ الطُغاةِ، ولا تُضامُ رجالُها
حارسةُ الأرضِ التي جادتْ بها
أرواحُنا، وتعطَّرَتْ أعشابُها
في كفِّها زيتونُها، ودماؤُها
نهرٌ يُطهِّرُها، وتُزهـرُ غابُها
حملتْ جِراحَ الأمَّـهاتِ جميعِهـا
وبكتْ لـمنْ رحـلنَ دون وداعها
أبناؤُهـا لا يعرفونَ مذلَّةً
فكأنَّهمْ مجـدٌ يُـزَفُّ شِبابُها
إنْ غابَ عنها ابنُها في عـزَّةٍ
لمْ تَنْـحِبِ الـدمعَ المُضيعَ صوابُها
بلْ رفرفَتْ روحُ البطولةِ عندَها
وتوشَّحتْ بالعزِّ يومَ مُصابِها
وتقولُ: يا قدسُ العهودُ عزيزةٌ
ولقد وَفَـيْتُ لمَن أضاءَ شِعابُها
زوجها خلفَ القيدِ بات بعزمِهِ
كأنهم الجِـبَالُ تُهابُ صِلابَها
تحيا بصبرِ الأنبياءِ وعزمِهمْ
وتَشقُّ دربَ النورِ، يشدو شِهابُها
يا قـدسُ، إنَّ الأمَّ فيكِ ملاحِمٌ
تُـروَى، وتَزهو في الحياةِ قُبابُها
امرأةٌ جلَّتْ عن الوصفِ ألسَّناً
تبقى القلوبُ تُمجِّدُ ألقابَها
الشاعرة أحلام ابو السعود
غزة /فلسطين