حرب ٦ أكتوبر: انتصار يعزز السلام ويواجه رفض التطبيع الشعبي
كتبت نور يوسف
في مثل هذا الشهر من عام ١٩٧٣، اشتعلت حرب ٦ أكتوبر التي غيرت معالم المنطقة ووضعت أساساً للسلام بين مصر وإسرائيل، إلا أن هذا السلام لم يمتد إلى المستوى الشعبي. ورغم مرور أكثر من أربعة عقود، ما زال الشعب المصري يعارض أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن القضية الفلسطينية ليست فقط سياسية، بل وطنية ودينية.
بعد الانتصار في حرب أكتوبر، دخلت مصر مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية التي توجت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد في عام ١٩٧٩. هذه الاتفاقية أعادت سيناء إلى مصر وحققت نصراً دبلوماسياً كبيراً للرئيس الراحل أنور السادات، الذي رأى ضرورة تحقيق السلام لتجنب المزيد من الحروب واستنزاف الموارد.
ورغم عودة الأراضي المصرية، بقيت العلاقات مع إسرائيل محصورة في المستوى الرسمي بين الحكومات، دون أن تجد قبولاً شعبياً واسعاً. منذ توقيع اتفاقية السلام، يرفض المصريون أي شكل من التطبيع مع إسرائيل، وذلك بسبب التاريخ الطويل من العدوان والاحتلال. فبالنسبة للشعب المصري، تظل إسرائيل دولة احتلال، وقضية فلسطين تمثل رمزاً للكرامة الوطنية والدينية. يرى المصريون أن العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل هي نتيجة ضرورات سياسية وليست خياراً شعبيًا.
القضية الفلسطينية ليست مجرد نزاع سياسي بالنسبة للمصريين، بل قضية وطنية ودينية عميقة الجذور. يربط المصريون كرامتهم الوطنية بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويرون أن القدس والأراضي المحتلة هي رمز للمقاومة العربية ضد الاحتلال.
في الوقت الذي سلكت فيه بعض الحكومات العربية مسار التطبيع مع إسرائيل في السنوات الأخيرة، بقي الشعب المصري متمسكاً برفضه. يعبر المصريون عن هذا الموقف في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والرياضية، ويعتبرون التطبيع خيانة لمبادئ التضامن العربي ودعماً للاحتلال الإسرائيلي.
ورغم تغيرات الساحة السياسية في المنطقة، يظل موقف الشعب المصري ثابتاً، رافضاً لأي تقارب مع إسرائيل ما لم يتم حل القضية الفلسطينية بشكل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين.