غزة بين نيران الاحتلال وصمود الشعب: جريمة جديدة بحق الإنسانية

 تقرير صحفي

 إعداد: د. أحلام أبو السعود – سفيرة الإعلام العربي والباحثة في الشؤون الفلسطينية

تصعيد إسرائيلي غير مسبوق

يشهد قطاع غزة تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا هو الأعنف منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023. وفقًا لمصادر طبية، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى أكثر من 51,000 شهيد، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 112,032 جريحًا، وحوالي 15,000 مفقود حتى يومنا هذا. ولا تزال أعداد الضحايا في تزايد مستمر نتيجة استمرار العمليات العسكرية والقصف المكثف على المناطق السكنية.

الهجمات تستهدف المدنيين والمرافق الحيوية

تركزت الهجمات الإسرائيلية على المناطق الجنوبية من القطاع، خاصة مدينة رفح، حيث تم الإعلان عن إنشاء “ممر موراغ” العسكري الذي يهدف إلى تقسيم القطاع وزيادة الضغط على المقاومة الفلسطينية. هذا الممر الجديد يأتي بالإضافة إلى “ممر نتساريم” في وسط القطاع، مما يؤدي إلى تقسيم غزة إلى مناطق معزولة، ويزيد من معاناة السكان المدنيين.

أبرز الأهداف التي استُهدفت خلال الأيام الماضية:

قصف مكثف على مخيمات اللاجئين، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.

استهداف المستشفيات والعيادات الطبية، بما في ذلك قصف عيادة تابعة للأونروا في مخيم جباليا، مما أدى إلى استشهاد 22 شخصًا، بينهم 16 طفلًا وامرأة.

تدمير البنية التحتية، بما في ذلك محطات الكهرباء والمياه، مما أدى إلى انقطاع شبه تام للخدمات الأساسية.

الأوضاع الإنسانية: كارثة متفاقمة

وصفت الأمم المتحدة الوضع في غزة بأنه “أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم في القرن الحالي”، حيث يعاني أكثر من 2.3 مليون فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، مع استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

التقارير الدولية تشير إلى:

98% من المياه في غزة غير صالحة للشرب.

أكثر من 400,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

تدمير أكثر من 80% من مباني غزة، مما أدى إلى تشريد أكثر من مليوني مواطن.

انهيار شبه كامل للقطاع الصحي مع توقف المستشفيات عن العمل بسبب استهدافها المباشر ونفاد الإمدادات الطبية.

التوسعات الإسرائيلية وأهدافها

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نية إسرائيل “الاستيلاء على مزيد من الأراضي” في قطاع غزة، بهدف إنشاء مناطق أمنية جديدة وزيادة الضغط على المقاومة. هذا التوسع يشمل إنشاء ممرات عسكرية جديدة، مثل “ممر موراغ”، الذي يهدف إلى فصل مدينة رفح عن باقي أجزاء القطاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني ويعمق الأزمة.

أهداف الاحتلال من هذه التوسعات:

السيطرة على المعابر الحدودية لمنع أي اتصال بين غزة والعالم الخارجي.

إجبار سكان القطاع على النزوح نحو مناطق أخرى، مما يرقى إلى تهجير قسري.

تغيير الخريطة الديمغرافية والسياسية للقطاع لصالح المشروع الصهيوني.

رسائل الاحتلال للعرب والمسلمين والعالم

من خلال هذه الإجراءات والتوسعات، يوجه الاحتلال الإسرائيلي رسائل متعددة:

1. للعرب والمسلمين: تأكيد على استمرار سياسات القمع والتهجير دون اكتراث بردود الفعل العربية والإسلامية، مما يتطلب موقفًا حازمًا وموحدًا لمواجهة هذه التحديات.

2. للمجتمع الدولي: تحدٍ صارخ للقرارات والمواثيق الدولية، واختبار لمدى جدية المجتمع الدولي في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي.

3. للفلسطينيين: محاولة لفرض واقع جديد على الأرض، يهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتقويض حقوقه المشروعة.

ردود الفعل الدولية: تنديد دون تحرك فعلي

رغم التصعيد الوحشي، اكتفت الدول الكبرى ببيانات الإدانة دون اتخاذ إجراءات حقيقية لوقف المجازر. في المقابل، خرجت مظاهرات حاشدة في عواصم عدة، مثل لندن، باريس، واشنطن، وإسطنبول، مطالبة بوقف العدوان وفرض عقوبات على إسرائيل.

على الصعيد الرسمي، دعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، لكن مجلس الأمن الدولي فشل في تمرير قرارات ملزمة بسبب الفيتو الأمريكي المتكرر.

غزة صامدة رغم المجازر

وسط هذا المشهد الدموي، يواصل الفلسطينيون في غزة صمودهم رغم محاولات الاحتلال كسر إرادتهم. ورغم الحصار والدمار، يثبت الشعب الفلسطيني مرة أخرى أن غزة لم ولن تنكسر، وأن القضية الفلسطينية ستظل حيّة مهما اشتدت المؤامرات.

Gaza Under Fire: A New Crime Against Humanity

Journalistic Report By: Dr. Ahlam Abu Saud – Ambassador of Arab Media and Researcher in Palestinian Affairs

Unprecedented Israeli Escalation

The Gaza Strip is witnessing the most intense Israeli military escalation since the outbreak of aggression on October 7, 2023. According to medical sources, the death toll has risen to over 51,000 martyrs, the majority of whom are women and children, while the number of wounded has exceeded 112,032, with around 15,000 missing. The number of casualties continues to rise as military operations and heavy bombardments persist in residential areas.

Attacks Targeting Civilians and Vital Facilities

Israeli attacks have been concentrated in the southern regions of Gaza, particularly in Rafah, where the “Morag Corridor” was announced, aiming to further divide the Strip and increase pressure on Palestinian resistance. This new corridor, along with the “Netzarim Corridor” in central Gaza, leads to the further isolation of different regions and exacerbates the suffering of civilians.

Key targets hit in recent days:

Intense bombing of refugee camps, causing hundreds of casualties.

Targeting hospitals and medical clinics, including the bombing of an UNRWA clinic in Jabalia refugee camp, killing 22 people, including 16 children and women.

Destruction of infrastructure, including electricity and water stations, leading to a near-total collapse of essential services.

Humanitarian Situation: A Deepening Disaster

The UN has described the situation in Gaza as “the worst humanitarian disaster of this century,” with over 2.3 million Palestinians suffering from acute shortages of food, water, and medicine, as border crossings remain closed and humanitarian aid is blocked.

International Reports Indicate:

98% of Gaza’s water is undrinkable.

Over 400,000 children suffer from severe malnutrition.

More than 80% of Gaza’s buildings have been destroyed, displacing over two million people.

The healthcare sector has nearly collapsed, with hospitals ceasing operations due to direct targeting and depleted medical supplies.

(Translation continues…)