كتبت/ فاطمة محمد
يتواصل الحصار الخانق على قطاع غزة مع إغلاق المعابر ومنع دخول الإمدادات، مما حوّل الجوع إلى سلاح قاتل لا يقل فتكًا عن القصف.
فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 19 شخصًا بسبب الجوع خلال الساعات الـ24 الماضية، من بينهم الطفلة رزان أبو زاهر البالغة من العمر أربع سنوات، والتي عاشت نصف عمرها في ظل الحرب وكلّه تحت الحصار.
وأكد مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح أن رزان لفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة سوء التغذية، لتنضم إلى قائمة تضم نحو 70 طفلًا من شهداء المجاعة منذ اندلاع الحرب.
وفي موازاة ضحايا التجويع، تتواصل الغارات الإسرائيلية، مستهدفة المدنيين، خاصة أولئك الذين يتجمعون بحثًا عن المساعدات الغذائية؛ حيث أفادت مصادر طبية في غزة بأن 115 شهيدًا سقطوا منذ فجر الأحد، من بينهم 92 قضوا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات.
وفي هذا السياق، شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين يُعد جريمة حرب، مؤكدًا أن عائلات غزة تعيش مجاعة حادة، وأن أطفالًا يموتون قبل أن تصلهم المساعدات.
وفي رد عقابي على هذه الاتهامات، وجّه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعدم تجديد إقامة جوناثان ويتال، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية.
من جانب آخر، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن الشرطة الكندية فتحت في يونيو الماضي تحقيقًا بشأن الحرب على غزة، مع احتمالية كشف جرائم دولية، مشيرة إلى مخاوف لدى جنود إسرائيليين من حاملي الجنسية الكندية بعد ورود أسمائهم في موقع لصحفي كندي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الجنود قوله: “الأمر مخيف… لا نعلم إن كان السفر إلى كندا آمنًا أم سنواجه الاعتقال فور الوصول”.
