مقالات

متى تُحاسب حماس؟ دماء غزة ليست ورقة تفاوض”

كتب أحمد سالم 

“المقاومة خيارنا الوحيد”، هكذا يُقال في كل مرة تُسفك فيها الدماء في غزة، وتُدمر البيوت، وتُباد العائلات. لكن هل ما يجري فعلاً مقاومة؟ أم أن الأمر تحوّل إلى مقامرة مستمرة، لا يدفع ثمنها سوى الأبرياء؟

سلاح “المقاومة” الذي تتفاخر به حركة حماس لم يُحقق ردعًا، لم يحرر أرضًا، لم يمنع اقتحامًا، ولم يُوقف عدوانًا. بل صار ذريعة لعدو لا يعرف الرحمة، وسيفًا مصلتًا على رقاب الناس العاديين الذين يعيشون في جحيم الحصار والقصف والانقسام.

في كل مرة، تُرفع شعارات البطولة، ثم تنتهي المعركة بإحصاء عدد الشهداء، بينما الأسرى الإسرائيليون يعودون مكرمين إلى بيوتهم، وغزة تغرق أكثر في الدم والفقر والخراب.

أما خطاب حماس، فلا يتغير: “لدينا أسرى”، “نريد صفقة”، “سننتصر”. لكن بأي ثمن؟ وهل أصبح الشعب الفلسطيني مجرد رصيد تفاوضي يُستخدم كلما احتاجت الحركة إلى تثبيت شرعيتها؟

اللوم دومًا يُلقى على الجميع: على مصر، والأردن، والسعودية، وعلى العرب أجمعين. وكأن حماس لا تحكم غزة، وكأنها لم تختر التوقيت، ولم تعرف النتائج، ولم ترفع السلاح وهي تعلم حجم الرد القادم.

دماء أطفال غزة ليست ورقة تفاوض. ولا يمكن أن نواصل تبرير الفشل بالشعارات. آن الأوان أن تُحاسب حماس، لا من منطلق التشفي، بل من منطلق احترام دماء الشهداء الذين سقطوا بلا مقابل حقيقي.

من يخوض معركة عليه أن يتحمل مسؤوليتها. أما من يرفع الشعار ويهرب من الحساب، فهو شريك في الجريمة، ولو لبس عباءة المقاومة.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى