
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في منطقة المطرية، اختفت الطفلة شهد، 7 سنوات، من أمام منزلها أثناء لعبها في الشارع. بدأت العائلة وأهالي الحي في البحث بشكل محموم، وتم نشر صورها على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد 48 ساعة من القلق والرعب، تلقت الأم اتصالًا من رقم مجهول: “شهد مش هترجع… انسوا الموضوع”.
انقلب البيت رأسًا على عقب، والشرطة بدأت في فحص كل الشقق المجاورة. المفاجأة جاءت من شقة في نفس العمارة، تخص سيدة تُدعى منى، أرملة خمسينية، بلا أولاد، تعيش وحدها منذ سنوات.
بعد استئذان النيابة وتفتيش الشقة، عُثر على جثة شهد مخبأة داخل درج تحت السرير، مغطاة بأغطية سميكة، ويعلوها لعب أطفال لم تكن موجودة قبل يومين. منى انهارت بالبكاء فورًا، واعترفت بجريمتها.
قالت في التحقيق إنها كانت تسمع ضحكات شهد كل يوم وتتمنى لو كانت ابنتها. حاولت في البداية التقرب منها، ثم قررت أن “تحتفظ بها”، واستدرجتها للشقة بالحلويات، لكنها لم تكن تعرف كيف تسيطر عليها حين بدأت الطفلة تبكي وتصرخ. فضربتها بقطعة خشب على رأسها لإسكاتها… ولم تستيقظ بعدها.
جريمة أثارت تعاطفًا عاطفيًا عجيبًا وغضبًا شعبيًا في نفس الوقت. فالقاتلة لم تكن معتادة على الإجرام، لكنها اختارت أن تترجم حرمانها من الأمومة إلى مأساة لطفلة بريئة.