
هدير شهاب الدين
في مجتمع يُخفي معاناته خلف ستائر التقاليد، خرجت لينا عن المألوف وسردت قصتها التي هزّت المشاعر وأثارت الجدل. لم يكن طريقها مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالألم والمعاناة، حيث عاشت طفولة قاسية تحت وطأة العنف الأسري، الذي مارسته عليها زوجة والدها، نجاح بني حمد.
منذ صغرها، كانت لينا ترى الحياة من منظور مختلف، حيث تحولت سنواتها الأولى إلى صراع دائم من أجل البقاء. لم يكن الأمر مجرد خلافات عائلية، بل كان سلسلة من التحديات اليومية التي شكّلت شخصيتها وأجبرتها على مواجهة واقع لم تختره.
ظروفها لم تمنحها الكثير من الخيارات، فوجدت نفسها سجينة في منزل يُفترض أن يكون مصدر الأمان، لكنه تحوّل إلى ساحة للعنف والتسلط. كانت تحاول البحث عن لحظة راحة وسط الفوضى، لكنها سرعان ما كانت تُعاد إلى دوامة القسوة والتحكم.
مع مرور الوقت، أدركت لينا أن الصمت لم يعد خيارًا. اختارت المواجهة، ليس فقط من أجل نفسها، بل من أجل كل من يعيش تجربة مماثلة. كلماتها لم تكن مجرد سرد، بل كانت صرخة احتجاج ضد الظلم والتجاهل المجتمعي. كل كلمة نطقتها حملت قوة مستمدة من سنوات الألم، وكل موقف روته كان بمثابة كشف للحقيقة التي يفضل الكثيرون تجنبها.
اليوم، لم تعد لينا تلك الفتاة التي عاشت في الظل. أصبحت صوتًا قويًا يناقش القضايا التي يخشى الآخرون الحديث عنها، وكشفت الستار عن واقع لم يكن يرغب البعض في رؤيته. قصتها لم تكن مجرد حكاية شخصية، بل تحولت إلى قضية رأي عام، أعادت تعريف مفهوم القوة والبقاء.
هل نجحت لينا في تغيير نظرة المجتمع؟ ربما لم يكن التغيير فوريًا، ولكن الأكيد أن قصتها تركت أثرًا، ودفعت كثيرين لإعادة التفكير في المواقف التي طالما اعتبروها أمورًا طبيعية.
قصتها هي شهادة حقيقية على أن الشجاعة ليست في الصمت، بل في المواجهة، وأن الحديث عن المعاناة ليس ضعفًا، بل خطوة نحو التغيير.