مقالات
أخر الأخبار

إلى أين وصلنا؟ حتى الحيوان لم يسلم من وحشية الإنسان!

 

كتب أحمد سالم 

 

في مشهد يُدمي القلوب ويفجّر الغضب في النفوس، طالعنا خبر اعتداء شاب على كلب بهتك عرضه، جريمة لا تُصدق، لا يقرّها دين ولا عقل ولا قانون،هل انحدرنا إلى هذا الدرك السحيق من الانحراف الأخلاقي؟ هل باتت إنسانيتنا معلّقة على حبال الشهوة والتجرد من الضمير؟!

 

لطالما تحدثنا عن العنف ضد الإنسان، عن الاغتصاب، عن القتل، عن التحرش، ولكن أن نصل إلى مرحلة تنتهك فيها حرمة الحيوانات، فهنا يجب أن نتوقف، يجب أن نصرخ جميعًا: كفى!

 

الحيوان، ذاك المخلوق الذي لا يملك إلا البراءة والوفاء، أصبح ضحية لوحشية بشرية لا تعرف حدًا ولا خجلاً، فهل أصبحنا عاجزين عن حماية أضعف المخلوقات؟ أم أن الغريزة إذا تجردت من الدين والأخلاق أصبحت سيفًا على رقاب كل من لا يستطيع الدفاع عن نفسه؟

 

إن ما حدث ليس حادثًا فرديًا فحسب، بل هو مؤشر على أزمة أعمق، أزمة تدهور منظومة القيم، وغياب الردع، وتفكك الوازع الأخلاقي، لا بد من وقفة جادة من المجتمع، من مؤسسات الدولة، من رجال الدين، ومن كل إنسان حي الضمير.

 

نحتاج إلى إعادة إحياء التربية، والحديث عن الرحمة، وتعليم الأطفال منذ الصغر أن الحيوان ليس كائنًا دون قيمة، بل روح خلقها الله وكرمها، فكما نطالب بحقوق الإنسان، يجب أن نؤمن بأن الرحمة بالحيوان من علامات التحضر وسمو الأخلاق.

 

وليس غريبًا أن رسول الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، أخبرنا أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها، وأن رجلاً غُفر له لأنه سقى كلبًا، فكيف بالذي يؤذي كلبًا بأبشع صور الإيذاء؟!

 

إن الصمت عن هذه الجريمة هو شراكة غير مباشرة فيها. المطلوب محاكمة رادعة، وقوانين صارمة، وأهم من ذلك، وعي مجتمعي يحصّن الناس من أن يتحولوا إلى وحوش بلا ضمير.

 

إلى متى نتحمل هذه الانحدارات؟ وإلى متى نكتفي بالصمت؟!

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى