
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في هدوء إحدى ليالي محافظة الفيوم، وبينما يعتقد الجميع أن الأسرة التي تسكن البيت الحجري الصغير تنعم بحياة بسيطة، كان هناك سر مظلم يُحاك داخل عقل زوجٍ قرر أن يتحول إلى قاتل بدمٍ بارد.
رحمة محمد، 26 سنة، ربة منزل، أم لطفلين، كانت تبدو للجميع الزوجة المثالية. طيبة، بشوشة، متحملة للمسؤولية، والجيران لا يذكرون عنها سوى الخير. زوجها، عبدالرحمن.م، شاب ثلاثيني، يعمل سائق توك توك. كان يظهر دائمًا في صورة الزوج المكافح، لكن وراء هذه الصورة كانت هناك قصة زواج مضطربة، مملوءة بالخلافات والشك، وانعدام الثقة.
في يوم الواقعة، دار بينهما نقاش حاد. الزوج كان يشك في سلوك زوجته، رغم أنها كانت طوال الوقت تؤكد له أنها بريئة ومخلصة. في لحظة غضب، أو ربما لحظة تخلٍّ عن الإنسانية، قرر إنهاء كل شيء بطريقته الخاصة.
أحضر سكين مطبخ حاد، وانتظر اللحظة المناسبة.
رحمة كانت منشغلة في المطبخ بتحضير الطعام. لم تكن تدري أن زوجها يقف خلفها، يحمل السكين، وأن نظراته تلك المرة لم تكن نظرات الغضب المعتادة… بل كانت نظرات قاتل على وشك أن يرتكب فعلته.
انقضّ عليها، وذبحها من رقبتها. لم تكتفِ طعناته الأولى، فاستمر في توجيه الطعنات إلى صدرها وبطنها، حتى سقطت غارقة في دمائها، دون أن تتمكن من الدفاع عن نفسها. كل ده حصل والطفلين في الغرفة المجاورة، مايعرفوش إن أمهم بتفارق الحياة.
بعد تنفيذ جريمته، وقف لثواني يتأمل جثتها، ثم قرر التخلص منها وكأنها “حِمل” يريد أن يُخفيه. لف الجثة في بطانية، ووضعها في التوك توك، ثم قاد المركبة في ظلام الليل حتى وصل إلى مصرف مائي بعيد عن القرية.
هناك، ألقى الجثة، وعاد إلى البيت وكأن شيئًا لم يحدث.
لكن الجريمة لم تُخفَ.
اختفاء رحمة أثار الشكوك. والدتها بدأت تسأل عنها، الجيران قالوا إنهم سمعوا مشاجرة، وتم إبلاغ الشرطة.
في البداية، أنكر الزوج، وقال إنها خرجت وما رجعتش. لكن التحقيقات، وتتبع الكاميرات، وتناقض أقواله فضحوا أمره.
وبعد ساعات طويلة من التحقيق، انهار وقال:
“ذبحتها علشان خلصت… شكيت فيها ومقدرتش أتحمل.”
تم العثور على الجثة داخل المصرف، في حالة تحلل جزئي، والبطانية مازالت حولها.
الطفلين نُقلا إلى حضانة جدتهما، والقاتل تم حبسه على ذمة التحقيق، ووجهت له النيابة تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.