دكتور شريف الهادي في تصريح خاص للمصور : الزلازل عميقة ومصر بأمان.. لكن تكرارها السريع وراء ذعر المواطنين

كتب أحمد سالم
شهدت مصر خلال الشهر الجاري موجة من القلق الشعبي بعد شعور المواطنين بثلاث زلازل متتالية، بالإضافة إلى إعصار مفاجئ ضرب مدينة الإسكندرية، ما زاد من حالة الترقب والخوف في الشارع المصري.
الزلازل الثلاثة التي شعر بها المواطنون وقعت في مناطق مجاورة لمصر، ولكن طبيعتها العميقة وقوة ارتدادها جعلتها محسوسة في عدة محافظات، بما فيها القاهرة والإسكندرية، هذه الهزات تزامنت مع ظواهر جوية غير معتادة، مثل الإعصار الذي تسبب في اضطرابات شديدة بمدينة الإسكندرية، ما ساهم في تصاعد مشاعر القلق بين الناس.
وفي هذا السياق، تحدثت مع دكتور شريف الهادي رئيس الزلازل للمعهد القومي للبحوث الفلكية لطمأنة المواطنين وتوضيح أسباب هذه الظواهر الطبيعية.
تصريح دكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية :
ما سبب الزلازل الثلاثة التي وقعت خلال هذا الشهر وهل هي مرتبطة ببعضها؟
هذه الزلازل حصلت في أماكن ناشطة زلزاليًا منذ التاريخ، وتحدث على أحزمة زلزالية تمر من منتصف البحر المتوسط وتبعد عن مصر بمسافة آمنة تتراوح بين 350 إلى 450 كيلومتر، من الطبيعي أن تحدث زلازل على هذه الأحزمة من وقت لآخر، ولكن ما حدث مؤخرًا أن هذه الزلازل تكررت في أوقات متقاربة، ما جعل الناس يعتقدون أن هناك شيئًا غير طبيعي، بالإضافة إلى إعصار الإسكندرية، تزامن الأحداث خلق حالة من الذعر والترقب لدى المواطنين.
هل هذه الزلازل طبيعية في السياق الجيولوجي لمصر أم أن هناك شيء غير معتاد؟
هذه الزلازل وقعت على أعماق كبيرة، وهذا في حد ذاته ساهم في حماية البلاد من تأثيرات مدمرة، لو كانت هذه الزلازل سطحية لربما تسببت في أضرار بالبنية التحتية، ولكن الحمد لله، لم تتأثر أي من الدول المطلة على البحر المتوسط بسبب عمق هذه الزلازل، الزلازل العميقة تمتاز بأنها تفقد طاقتها التدميرية، لكنها قادرة على الانتشار والشعور بها على مسافات بعيدة، وهو ما حدث في مصر.
هل هناك نشاط زلزالي متزايد في المنطقة حاليًا وما تفسيره؟
لا يمكن التنبؤ بزيادة أو انخفاض النشاط الزلزالي في أي لحظة، فهذه أحزمة زلزالية معرضة لحدوث نشاط مفاجئ، لكن المؤكد أنه منذ عشرات السنين لم ترق هذه الزلازل لمستوى الزلازل المدمرة، هي فقط تثير الذعر لشعور الناس بها على مستوى واسع، طالما أن الزلازل بعيدة عن الحدود المصرية، فالوضع آمن ولا نتوقع تأثيرًا كبيرًا على مصر.
هل نحتاج إلى تحديثات في البنية التحتية لتقليل مخاطر الزلازل في المستقبل؟
الزلازل الأخيرة كانت عميقة ولم تؤثر على البنية التحتية في مصر، وهذا يدل على قدرة منشآتنا على تحمل هذا النوع من الزلازل، ومعظم الزلازل التي وقعت هدأت توابعها تمامًا، ولم تنشط مرة أخرى، وكلها حدثت في أماكن مختلفة، وأطمئن المواطنين أن الزلازل العميقة ليست خطرًا مباشرًا على البنية التحتية، ونتمنى ألا تحدث زلازل أقوى مستقبلًا لأنها قد تؤثر على الدول الأقرب لمركز الزلزال.