تحقيقات وتقارير
أخر الأخبار

30 يونيو.. الشعب ينتفض ويسقط أول رئيس منتخب

كتبت:مريم مصطفى 

في مشهد غير مسبوق بتاريخ مصر الحديث، خرج ملايين المصريين في 30 يونيو 2013 إلى الشوارع مطالبين بإنهاء حكم أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي، في ثورة شعبية استمرت لعدة أيام وانتهت بعزله رسميًا يوم 3 يوليو، بعد عام واحد فقط من توليه السلطة.

بعد عام واحد من انتخابه رئيسًا للجمهورية، واجه محمد مرسي انتقادات واسعة بسبب سياساته التي وُصفت بالفاشلة، واتُّهم بتمكين جماعة الإخوان المسلمين وتجاهل مطالب الشعب، مما أشعل فتيل حركة “تمرد” في 26 أبريل 2013، والتي نجحت في جمع أكثر من 22 مليون توقيع لسحب الثقة منه.

تجمعت الحشود في ميدان التحرير وقصر الاتحادية وعدد من ميادين المحافظات، مرددين هتافات “ارحل” و”يسقط حكم المرشد”، بينما نُظمت مظاهرات مؤيدة للرئيس في ميداني رابعة العدوية والنهضة،وتخلل اليوم الأول اشتباكات وأعمال عنف، أُحرقت خلالها مقرات لجماعة الإخوان، وسقط ضحايا في مناطق عدة

في عصر 1 يوليو، أصدرت القوات المسلحة بيانًا أمهلت فيه القوى السياسية 48 ساعة لـ”تلبية مطالب الشعب”، مؤكدة أنها لن تنحاز لأي طرف، لكنها لن تسمح بانهيار الدولة.

وفي اليوم ذاته، توالت الاستقالات من الحكومة ومجلس الشورى، بينهم وزراء الخارجية والسياحة والاتصالات، ودعت أطراف سياسية ودينية إلى انتخابات رئاسية مبكرة، بينما رفض مرسي المهلة واعتبرها تدخلًا غير دستوري.

اجتمعت قيادات الجيش والقوى الوطنية، وفي التاسعة مساءً أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي خارطة طريق تضمنت عزل مرسي، وتكليف المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا بتولي الحكم مؤقتًا.

شهدت مصر احتفالات ضخمة في التحرير وعدد من المحافظات، بينما اعتبر أنصار مرسي ما حدث “انقلابًا على الشرعية”،و دوليًا، انقسمت المواقف بين مؤيدين للحراك الشعبي، وآخرين وصفوه بانقلاب عسكري،الولايات المتحدة دعت لاحترام العملية الديمقراطية، بينما رحبت الإمارات بالبيان العسكري واعتبرته استجابة للشعب.

ورفض أنصار مرسي قرارات 3 يوليو، واعتصموا في ميادين عدة أبرزها رابعة العدوية والنهضة،وفي 14 أغسطس 2013، فضّت قوات الأمن هذه الاعتصامات بالقوة، ما خلف مئات القتلى والآلاف من المصابين والمعتقلين، بحسب منظمات حقوقية.

أعادت ثورة 30 يونيو تشكيل المشهد المصري سياسيًا ومجتمعيًا، وأعقبتها تغييرات دستورية وتشريعية ودور متصاعد للمؤسسة العسكرية في الحياة السياسية، كما شكلت بداية صراع طويل بين الدولة وجماعة الإخوان، المصنفة لاحقًا كجماعة إرهابية.

رغم مرور 12 عامًا، لا تزال ثورة 30 يونيو محل جدل بين من يراها ثورة شعبية أنهت حكمًا فاشلًا، ومن يصفها بانقلاب عسكري أطاح بأول رئيس منتخب،وبين هذا وذاك، تبقى الثورة لحظة فارقة في التاريخ المصري الحديث، غيرت المسار وأعادت تشكيل المشهد برمّته.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى