
كتبت/ فاطمة محمد
استكمالًا لمحادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، أعلن البيت الأبيض قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “الأولوية القصوى” للرئيس الأمريكي هي إنهاء الحرب الدائرة في غزة وتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وأكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي، أن هناك مقترحًا لوقف إطلاق النار وُصف بأنه “مناسب ومقبول”، ويحظى بدعم إسرائيل، داعية حركة حماس إلى الموافقة عليه.
وبحسب جدول الزيارة، من المقرر أن يصل نتنياهو للبيت الأبيض مساء الاثنين عند الساعة 6:30 بالتوقيت المحلي (10:30 مساء بتوقيت غرينتش)، دون حضور إعلامي أو تغطية صحفية، على خلاف زياراته السابقة، حيث لن تُعقد مؤتمرات صحفية أو تُلتقط صور علنية.
وفي ختام اليوم، سيقيم ترامب مأدبة عشاء خاصة بحضور نتنياهو وزوجته داخل البيت الأبيض، على أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي قبيل العشاء بكل من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مقر إقامته ببلير هاوس، القريب من البيت الأبيض.
وتستمر اللقاءات في الأيام التالية، حيث من المقرر أن يجتمع نتنياهو يوم الثلاثاء بنائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وعدد من أعضاء الكونغرس داخل مبنى الكابيتول، فيما يلتقي يوم الأربعاء بوزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، قبل أن يشارك في حفل مشترك للجاليتين اليهودية والإنجيلية، ليختتم زيارته ويعود إلى إسرائيل يوم الخميس.
ورغم عدم إعلان جميع تفاصيل اللقاءات، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جدول الاجتماعات مرن وقابل للتعديل في أي لحظة.
وقبل مغادرته إلى واشنطن، صرّح نتنياهو من مطار بن غوريون أن اللقاء مع ترامب “قد يسهم” في التوصل إلى اتفاق حول غزة، مشيرًا إلى أن الاتصالات مستمرة “لإنجاز الاتفاق وفق الشروط التي حددتها إسرائيل”، واصفًا لقائه مع ترامب بأنه “خطوة مهمة لتحقيق هذا الهدف”.
من جهته، أكد الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ أن نتنياهو يتحمل “مهمة بالغة الأهمية” خلال زيارته إلى واشنطن تتمثل في “إعادة جميع الرهائن”، مشددًا على دعمه “الكامل” لهذه الجهود حتى لو تطلّبت قرارات “صعبة ومؤلمة”.
ويُذكر أنه من أصل 251 رهينة خُطفوا خلال هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، لا يزال 49 رهينة محتجزين داخل غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل مقتلهم.
وسبق أن أُبرمت هدنتان في نوفمبر 2023 ومطلع عام 2025، بوساطة قطرية وأمريكية ومصرية، أُفرج خلالهما عن عدد من الرهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1219 شخصًا في إسرائيل، فيما استشهد أكثر من 57 ألف فلسطيني في غزة، أغلبهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع.
خطة “اليوم التالي”: مشروع إسرائيلي مثير للجدل
بالتزامن مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن تصاعد التوتر داخل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) بسبب خطة إسرائيلية لإقامة “مدينة إنسانية” جديدة جنوبي قطاع غزة.
وبحسب التقرير، وجّه نتنياهو انتقادات حادة لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، خلال جلسة الأحد، متهمًا الجيش بالتأخر في تنفيذ المشروع، الذي يُعدّ ركيزة أساسية في خطة “اليوم التالي” لما بعد الحرب.
وقال نتنياهو خلال الجلسة: “لا مجال للمماطلة، يجب المضي قدمًا في المشروع فورًا”.
ويجري العمل على هذه الخطة بالتوازي مع المفاوضات غير المباشرة الجارية في قطر، وتنص على إنشاء مدينة واسعة بين محوري فيلادلفي وموراغ، تضم بنية تحتية تشمل خيامًا ومبانٍ دائمة، على أن يُنقل إليها أكبر عدد ممكن من سكان القطاع.
وتهدف الخطة إلى تركيز المساعدات الإنسانية في هذا الموقع الجديد، ما قد يؤدي إلى “خلق واقع مدني جديد” يُضعف قبضة حركة حماس، ويمهد الطريق لسياسات تشجع على “الهجرة الطوعية” من المدينة إلى دول أخرى، بحسب مصادر إسرائيلية.
ورغم بدء التحضيرات الميدانية فعليًا، حذرت مصادر مطلعة من أن المشروع قد يثير “انتقادات دولية واسعة”، إذ يُنظر إليه كمحاولة إسرائيلية لإعادة رسم الواقع الديمغرافي والسياسي في القطاع بالقوة.
ورغم دعم بعض الجهات السياسية والأمنية للخطة باعتبارها “كاسرة للتوازن”، إلا أنها تثير انقسامًا داخليًا واسعًا في إسرائيل، إلى جانب مخاوف كبيرة من تداعياتها السياسية والإنسانية.