منوعات
أخر الأخبار

ليلة الغدر في الشقة رقم 4

 

كتبت / رنيم علاء نور الدين

كانت تمسك بالمفتاح وتدور به داخل باب الشقة كعادتها كل مساء، دون أن تدرك أن هذه المرة ستكون الأخيرة.

“سهير” كانت موظفة بسيطة في إحدى المصالح الحكومية، تعيش وحدها منذ أن توفي والداها، ورفضت الزواج أكثر من مرة قائلة: “أنا مش ناقصة وجع تاني”.

في يوم الخميس، الساعة قاربت العاشرة مساءً، عاد الجيران ليسمعوا ضجيجًا في الشقة رقم 4، شيء ما كان غريبًا، لكنه لم يُثر الشك في البداية، حتى صعد أحدهم ليدق الباب… دون رد.

مرت ساعات حتى شمّ الجيران رائحة غريبة.جاء الحارس وصعد معهم… وكسر الباب وإذا بالمفاجأة .

كانت سهير على الأرض، ووجهها مغطى بوسادة، والدماء تسيل من تحت رأسها.

الصدمة الأولى أن جسدها كان بلا مقاومة…الصدمة الثانية أن الباب لم يكن مكسورًا، ولا توجد آثار عنف…وكأنها أدخلت القاتل بنفسها.

الشرطة وصلت، وتم رفع البصمات.

كل شيء بدا مرتبًا… ماعدا درج واحد كان مفتوحًا، خفيفًا، لكنه لم يكن فارغًا.كان مكسورًا من الداخل، وكأن شخصًا يعرف مكانه… قلبه بحثًا عن شيء معين. و كانت المفاجأة في الكاميرا القديمة المثبتة مقابل المصعد، والتي كانت لا تعمل منذ شهور، لكن لحسن الحظ، أحد السكان كان قد ركب جهاز مراقبة خاص لشقته… التقط وجهاً مألوفًا.

“هشام”… زميلها في الشغل، الذي كان يتودد إليها منذ أشهر، وحين رفضته… اختفى من حياتها فجأة.

تم ضبط هشام، وأنكر في البداية، لكنه انهار سريعًا في التحقيقات.

قال إنه كان يعتقد أنها تخبئ مبلغًا ماليًا كبيرًا في بيتها، وكانت ترفض مساعدته، رغم معرفته بأزماته.

اقتحم البيت بمفتاح قديم كان سرقه من حقيبتها من قبل.

واجهها، وحين حاولت الصراخ، ضغط الوسادة على وجهها، حتى سكت كل شيء.

كان ما وجده في الدرج… مجرد مجوهرات مقلدة، وصورة قديمة لأبيها، ومظروف عليه ورقة مكتوب عليها: “ده عشانك لو احتجت في يوم”.

كان المظروف يحتوي ألف جنيه.

في المحكمة، قال القاضي له:

“قتلت روحًا كانت مستعدة تساعدك… قتلتها لأنك ما استحملتش الكرامة.”

حُكم عليه بالإعدام شنقًا. وسهير… أصبحت قصة تروى بين الجيران، عن قلب نضيف… غدر به أقرب من ظنه بعيدًا. 

وينتهي السؤال هنا:

هل أصبحنا نخاف من أن نمد يد العون… خوفًا من أن تُمسك يومًا بخنجر؟

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى