
كتبت نور يوسف
أعلنت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية في سوريا، عن التوصل إلى تفاهمات جديدة تهدف إلى ضبط الوضع الأمني في محافظة السويداء، وذلك بعد أيام من الاشتباكات الدامية التي شهدتها المنطقة بين عشائر وفصائل محلية.
وأوضحت الرئاسة الروحية في بيان لها، أنه سيتم نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، في خطوة تهدف إلى منع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخل المحافظة والحفاظ على التهدئة. وأضاف البيان أنه يمنع دخول أي جهة إلى القرى الحدودية لمدة 48 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، لإتاحة المجال أمام انتشار القوى الأمنية.
وتضمنت التفاهمات أيضًا السماح لمن تبقى من أبناء العشائر داخل المحافظة بالخروج الآمن دون أي اعتراض أو إساءة من أي طرف، كما حمّل البيان أي جهة تتصرف خارج إطار الاتفاق مسؤولية إفشاله وانهيار التفاهمات.
من جانبه، ثمّن قائد قوات “شيخ الكرامة” الشيخ ليث البلعوس، الجهود التي بذلها وجهاء السويداء لحقن الدماء، مؤكدًا أن أبناء الطائفة الدرزية جزء أصيل من الشعب السوري. ودعا البلعوس في بيان له إلى وحدة الصف السوري لمواجهة الفتنة، وطالب بتنسيق مباشر بين الدولة والقوى الوطنية لإيصال المساعدات وتسريع عملية التعافي.
كما طالب بفتح تحقيق عاجل في الانتهاكات وضمان أمن وسلامة المدنيين، مناشدًا مجلس الأمن الدولي بدعم الاستقرار في سوريا والتصدي لما وصفها بـ “مشاريع التدمير الممنهجة”.
ورفض البلعوس تعميم الصورة السلبية على أبناء الطائفة الدرزية، مشددًا على ضرورة مشاركة أبناء السويداء في حماية المدنيين ودعم الحل السياسي.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلنت الرئاسة السورية عن وقف فوري وشامل لإطلاق النار في السويداء، بالتزامن مع بدء انتشار قوات الأمن الداخلي في المدينة. ودعت الرئاسة جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بوقف الأعمال القتالية في مختلف المناطق، محذرة من أن أي خرق للاتفاق سيُعد انتهاكًا للسيادة السورية.
وكانت محافظة السويداء قد شهدت خلال الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين فصائل محلية ومجموعات عشائرية، أسفرت عن مقتل أكثر من 900 شخص، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.