أخبار فلسطين
أخر الأخبار

تمرد داخل الجيش الإسرائيلي: جنود وضباط يرفضون الحرب في غزة ويكشفون دوافعها السياسية

 

كتبت/ فاطمة محمد 

كشفت صحيفة تلغراف البريطانية عن تصاعد حالة الانقسام داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في ظل تزايد أعداد الرافضين لمواصلة الحرب في قطاع غزة من الجنود النظاميين، وخصوصًا من قوات الاحتياط، إضافة إلى جنرالات حاليين ومتقاعدين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الرفض ينبع من قناعة متزايدة بأن الحرب تُدار بدوافع سياسية تهدف إلى بقاء رئيس الوزراء نتنياهو في الحكم، أكثر من كونها حربًا لتحقيق أهداف عسكرية واضحة.

ومن بين الأصوات اللافتة، برزت قصة النقيب رون فاينر (26 عامًا)، الضابط في لواء ناحال 933، والذي نجا من معركة دامية ضد حزب الله في جنوب لبنان

ورغم نجاته، قرر فاينر رفض أداء الخدمة العسكرية ضمن قوات الاحتياط، رافضًا احتمال إرساله للقتال في غزة، حيث قال: “أدركت أن حكومتنا لا تريد إنهاء الحرب، بل تسعى لإطالتها… لم أعد أستطيع المشاركة”.

ورغم صدور حكم بسجنه 25 يومًا، قضى منها ليلة واحدة فقط بسبب إعلان حالة الطوارئ عقب الهجمات الإيرانية، إلا أن قضيته لم تكن استثنائية، بل جزء من موجة آخذة في التوسع داخل صفوف جنود الاحتياط، الذين بات كثير منهم يتجاهلون دعوات الخدمة، أو يتعذرون بأعذار طبية وعائلية، في ما بات يُعرف بـ”الرفض الرمادي”، والذي بدأ يتحول تدريجيًا إلى عصيان معلن.

وذكرت تلغراف أن نسبة الاستجابة لدعوات الاحتياط انخفضت إلى نحو 60% فقط، في ظل تلقي الضباط المنهكين من الحرب رسائل استغاثة من قادتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحثهم على العودة بسبب نقص القوات.

ولم يقتصر التململ على الجنود الشباب، بل شمل أيضًا كبار الضباط، حيث اعتبر اللواء المتقاعد أساف أوريون، الرئيس السابق لقسم التخطيط الإستراتيجي في الجيش، أن الحرب تجاوزت ذروتها العسكرية، وأن استمرارها يخضع لحسابات سياسية بحتة.

من جهته، قال إيرن إتسيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق: “الكل يعلم أن الحرب مستمرة لأن نتنياهو يحتاجها سياسيًا، وليس من أجل مواجهة حماس”.

وأضاف أوريون أن الحرب دخلت مرحلة “العائد المتناقص”، حيث تتجاوز تكلفتها السياسية والعسكرية المكاسب المحتملة، في وقت تواصل فيه حماس القتال بأسلوب الخلايا المقاومة، رغم ادعاء الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على 75% من القطاع.

من الواضح أن إسرائيل تواجه حاليًا ضغوطًا دولية متزايدة، حتى من حلفائها التقليديين كفرنسا وبريطانيا وكندا وأستراليا، وذلك في ظل تقارير تؤكد وقوع مجاعة واسعة النطاق في غزة، واتهامات أممية بقتل أكثر من ألف مدني قرب نقاط توزيع المساعدات.

وتواجه القوات الإسرائيلية اتهامات بإطلاق النار على مدنيين اقتربوا من حواجز أمنية تحرسها لصالح متعهدين أميركيين، ما أضاف إلى تدهور صورتها على الساحة الدولية.

وفي ختام التقرير، عبّر فاينر عن الموقف الذي بدأ يتشكل في وجدان الجنود الإسرائيليين بقوله: “أحيانًا صورة واحدة في الأخبار تجعلك تقول: لا… لا أستطيع المشاركة”.

script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-6898956440328841" crossorigin="anonymous">
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى