
كتبت / مريم مصطفى
كشفت روسيا عن بدء تشغيل الصاروخ الجوي الجديد R-77M، الموجه بالرادار النشط، في تطور يوصف بـ”الثوري” في قدرات أسطولها الجوي، وتحديدًا مقاتلات Su-35S المتقدمة.
ويأتي الصاروخ الجديد ليعزز من كفاءة القوات الجوية الفضائية الروسية في ظل تصاعد التوترات الدولية.
وفقًا لما نشرته مجلة Military Watch، فإن الصاروخ الجديد يمتاز بمدى اشتباك يصل إلى 200 كيلومتر، ما يجعله منافسًا مباشرًا للصاروخ الأميركي AIM-120D والصيني PL-15.
ويُعد R-77M تطويرًا كبيرًا مقارنة بالإصدار السابق R-77-1، الذي بلغ مداه 110 كيلومترات فقط، وكان محدودًا في مواجهة التحديات الحديثة
يمثل الصاروخ نقلة تكنولوجية باستخدامه رادار AESA المتطور، ومحرك ثنائي النبض، مما يمنحه قدرة أكبر على مقاومة التشويش وتتبع الأهداف من زوايا متعددة، وهو ما يصعّب كثيرًا من فرص المراوغة لدى الطائرات المعادية.
وقد رُصدت طائرات Su-35S وهي تحمل اثنين من هذه الصواريخ، في أول ظهور علني للعملية الجديدة.
ويُتوقع أن يُحدث هذا التحديث فارقًا ملحوظًا في التوازن العسكري الجوي، خاصة أن روسيا كانت تفتقر في السابق إلى صواريخ جو-جو طويلة المدى وحديثة تنافس ما تمتلكه الولايات المتحدة ودول الناتو.
تأخر تطوير R-77M لفترة طويلة، ويرى مراقبون أن التسريع في دخوله الخدمة جاء نتيجة التطورات في الحرب الأوكرانية، واحتدام المنافسة العسكرية في أوروبا الشرقية والمحيط الهادئ.
من الجدير بالذكر أن التصميم الجديد للصاروخ يتناسب مع مقاتلات الجيل الخامس الروسية، مثل Su-57، حيث تم تقليص أبعاد الزعانف الخلفية ليستوعب داخل حجرات السلاح الداخلية.
ويؤكد خبراء أن دخول R-77M إلى الخدمة لا يمثل فقط تحديثًا تقنيًا، بل ضرورة استراتيجية لمنع تراجع القوة الجوية الروسية أمام خصومها الغربيين، خاصة مع توجه حلف الناتو نحو نشر أوسع لمقاتلات الجيل الخامس.
ومن المتوقع أن تواجه روسيا تحديات في تمويل عمليات شراء موسعة لهذا الصاروخ، رغم زيادات الإنتاج في طرازات Su-34 وSu-35 وSu-57.
ويظل مستقبل انتشار R-77M مرتبطًا بميزانية الدفاع الروسية وقدرتها على تعميم التحديث على وحدات الخطوط الأمامية.