
كتبت/ فاطمة محمد
كشفت هيئة البث الإسرائيلية عن أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تدرس عدة بدائل بعد فشل عملية “عربات جدعون” في تحقيق اختراق بملف الأسرى، من بينها خيارات وُصفت بأنها “متطرفة”، إلى جانب مقترحات تشمل ضم أراضٍ أو فرض الحكم العسكري.
ووفقًا للتقرير، فإن البديل الأكثر تطرفًا قيد الدراسة هو فرض حصار خانق على التجمعات السكانية في غزة، يتضمن منع دخول أي مساعدات أو مواد غذائية أو مياه، سواء عن طريق الشاحنات البرية أو الإسقاط الجوي، بهدف إجبار السكان على التوجه جنوبًا.
وأشارت الهيئة إلى أن من يغادر تلك المناطق سيُمنح مساعدات “دون قيود”، في خطة تسعى من خلالها المؤسسة الأمنية للتمييز بين المدنيين ومقاتلي حركة حماس، وإفساح المجال أمام تصعيد عسكري أشد ضد من يبقون في المناطق المحاصرة.
ونقلت الهيئة عن مصادر أمنية قولها إن هناك “ضرورة لاتخاذ خطوات غير متناسبة” مع استمرار رفض حماس للصفقة رغم الضغط الدولي والصور التي تظهر حجم المجاعة، وفق تعبيرهم.
لكن مصدرًا آخر داخل المؤسسة الأمنية وصف هذه الخطط بأنها لا تزال حبرًا على ورق، مشيرًا إلى أن إسرائيل تحاول استنفاد المسار التفاوضي، بينما يواصل الوسطاء الضغط على حماس دون تحقيق تقدم يُذكر.
في الوقت ذاته، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر ناقش مقترحات لإعادة تقسيم قطاع غزة، تمهيدًا لإطلاق خطة احتلال شامل للقطاع.
وتزامن ذلك مع صور نشرتها وكالتا رويترز والصحافة الفرنسية تظهر حشودًا عسكرية إسرائيلية على حدود غزة، في مؤشر على تحرك ميداني محتمل.
أهداف الحرب موضع خلاف
في سياق متصل، كشفت هيئة البث أن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، أعرب خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر عن قلقه من تضارب أهداف الحرب، مؤكدًا أن أي تغيير في مسار العمليات يجب أن يُعلن بوضوح كـ”توجيه سياسي”.
وكان زامير يعرض تقييم الجيش بشأن توسيع العمليات إلى المخيمات الوسطى في غزة، حيث يُعتقد أن بعض الرهائن الإسرائيليين محتجزون.
من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن الجهود لم تتوقف منذ عودة الوفد المفاوض من قطر، متهمًا حركة حماس بأنها “العقبة” أمام التوصل إلى صفقة تبادل.
أما وزير الدفاع يسرائيل كاتس، فصرّح بأن على إسرائيل الاحتفاظ بوجود عسكري دائم في غزة، مشددًا على أن المسؤولية الأمنية يجب أن تبقى بيد إسرائيل كما هو الحال في الضفة الغربية.
وأشار كاتس إلى أن الهدف النهائي هو إلحاق الهزيمة بحماس ومنعها من التأثير على مستقبل غزة، لكنه اعترف بأن تحقيق هذا الهدف “ليس سهلًا” في ظل وجود الرهائن.